جون ميرشايمر من الحرب الباردة إلى خطابات ترامب
في فضاء السياسة الدولية، يشكّل الكذب أداةً استراتيجية متكرّرة، وموضوعاً حيوياً لدراسة آليات السلطة والدبلوماسية. هذا ما يستعرضه أستاذ العلوم السياسية والباحث الأميركي جون ميرشايمر
الصورة alt="جون ميرشايمر (ياسين أوزتورك/الأناضول)"/>جون ميرشايمر.. بروفيسور الأمن والسياسة
ولد المفكر الأميركي جون ميرشايمر في 14 ديسمبر 1947، حصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية 1980، أحد أهم منظري الواقعية في العلاقات الدولية، أستاذ أول العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، حيث يقوم بالتدريس فيها منذ عام 1982، من أهم مؤلفاته: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية، ومأساة القوى الكبرى، وكيف تفكر الدول؟ في كتابه لماذا يكذب السياسيون؟ (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات/ سلسلة ترجمان، 2025)، مقدماً قراءةً دقيقةً لواحدة من أكثر الظواهر تأثيراً في العلاقات بين الدول، مع التركيز على النماذج الواقعية التي تكشف المنطق الاستراتيجي وراء الأكاذيب، لا مجرد الطابع الأخلاقي أو الشخصي لها.الكتاب الذي نقله إلى العربية غانم النجار، يشير إلى أن النظام الدولي بطبيعته فوضوي، إذ لا توجد سلطة عليا تفرض القواعد أو تضمن الأمن بين الدول، ما يجعل البقاء هدفاً أساسياً لكل دولة. في هذا السياق، يرى ميرشايمر، أن الكذب لا يُعدّ سلوكاً منحرفاً أخلاقياً، وإنما هو خيار عقلاني تمليه ضرورات المصلحة الوطنية ومقتضيات الصراع على النفوذ.
من هنا يبدأ المؤلف بتحليل ماهية الكذب السياسي وتمييزه عن غيره من أشكال الخداع؛ فالكذب المباشر يعني إدلاء القائد بمعلومة يعلم زيفها، بينما يشمل الخداع الأوسع الإخفاء أو التجميل أو الانتقائية في عرض الحقائق. هذا التمييز يُعدّ أساسياً لفهم استراتيجيات الدول في تبرير أفعالها داخلياً وخارجياً.
القادة يكذبون على شعوبهم أكثر مما يكذبون على خصومهم الخارجيين
يُقسّم ميرشايمر الأكاذيب الدولية إلى فئات رئيسة تشمل الكذب بين الدول، وإثارة الذعر، والتغطيات الاستراتيجية، والأساطير القومية، والأكاذيب الليبرالية، موضحاً أن القادة يكذبون على شعوبهم أكثر مما يكذبون على خصومهم الخارجيين، لأن الجمهور أقل قدرة على التحقق من الوقائع، وأكثر استعداداً لتصديق الخطاب الوطني. ويستدل على ذلك بنماذج تاريخية عديدة، من بينها غزو العراق سنة 2003، الذي
ارسال الخبر الى: