جوزيف شهرستان وداعا

٥١ مشاهدة
أخطر ما تقوم به الأنظمة المستبدة هو تجفيف المجتمعات من أبطالها الحقيقيين مقابل إعلاء شخص الحاكم دون سواه من ثم اللجوء إلى صناعة أبطال مزيفين فيتحول الحاكم رغم أخطائه القاتلة والظلم الذي يمارسه بحق المجتمع إلى رمز ليصبح بذلك هو ومنظومته الحاكمة مع أولئك الأبطال المصنعين خير قدوة في المجتمع لذلك لا غرابة في أن تكثر في هذا المجتمع آفات التملق والفساد والذل والإذلال فيكثر فيه التافهون والدجالون والمنافقون ولعل خير مثال على ذلك ما حدث يوم مصرع نجل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في حادث سيارة حيث قال الشيخ الراحل محمد رمضان البوطي بأن ابنه الراحل باسل الأسد من طيور الجنة في حين أقسم بعده أحمد حسون أن الذي وضع بشار الأسد وحافظ الأسد لست أنا أو أنت بل هو الله منذ أيام رحل نجم الكرة السورية جوزيف شهرستان والذي كان لقبه في يوم ما الطائرة النفاثة وذلك بعد رحلة طويلة من الإنجازات رفع خلالها اسم سورية عاليا كيف لا وهو الذي تمكن خلال موسمين فقط من تسجيل 51 هدفا في الدوري السوري ثم اشترك مع نادي الجيش السوري في بطولة الجيوش العربية وفاز بها عام 1969 ليتصدر جميع الهدافين في البطولة بسبعة أهداف أما أبرز تلك الإنجازات فيتمثل في قيامه بتسجيل هدفين في مرمى المنتخب المصري في كأس فلسطين بليبيا عام 1973 لتكتب يومها الصحف المصرية في صدر صفحاتها أن لاعبا سوريا لا برازيليا تلاعب بالدفاع المصري حينما كان جوزيف شهرستان في قمة عطائه وتألقه كان السوريون صغارهم مع كبارهم مولعين به مشدودين باتجاهه يتفاخرون بانتصاراته المبهرة وكان الرئيس يدعوه ورفاقه الآخرين للقائه ثم يطبطب على ظهورهم وبدورهم كانوا عند كل انتصار يحققوه وكما هي القاعدة يهدون انتصارهم لسيد الوطن لكن حينما مرض شهرستان وأضناه الفقر والعوز لم يجد بجانبه سوى قلة قليلة من السوريين قلة ليس منهم رفاقه بالرياضة أو السلطة الحاكمة أو سيد هذا الوطن ليرحل مثل بقية أبطال سورية المنسيين تمكن اللاعب جوزيف شهرستان خلال موسمين فقط من تسجيل 51 هدفا في الدوري السوري لم تنفع شكواه التي جاهر بها قبل ذلك بعام تقريبا حيال وضعه الصحي والمعاشي المتردي مطلقا صرخاته بحرقة جارحة أن صاحب المنزل الذي يستأجره أبقاه في الشارع كاشفا أن لا أحد أتى ليسأله عم إذا كان محتاجا أو حاول أن يأخذه إلى عيادة طبيب ومثله بالطبع هناك أسماء منسية كثيرة فكابتن منتخب سورية محمد خير ضاهر قام ببيع أثاث منزله كي يتعالج من مرضه لذلك كانت كلماته الوداعية قبل رحيله والتي خاطب بها السوريين جارحة عندما يكون الرياضي منا بكامل عطائه يجد الناس حوله في كل لحظة لكن عندما يقع الجميع ينسحب بدوره الحكم الدولي ومدرب منتخب سيدات حلب لكرة القدم عبد الله جركس توفي بمرض السرطان دون أية عناية تذكر لا من قبل الاتحاد الرياضي السوري ولا من سيد الوطن ومثله كان حال نجم منتخب سورية في الثمانينيات اللاعب عصام محروس ومثلهم أيضا الكابتن موسى شماس أفضل لاعب في تاريخ الكرة السورية والذي حاز على ذهبية بطولة الجامعة العربية في تونس بعد الفوز على البلد المضيف في الدور النهائي يقول شماس لستريت جورنال عبر اتصال هاتفي لم يسأل عني أحد وأنا مصر على البقاء في وطني رفضت الهجرة رغم الدعوات إليها لأني سأموت في دمشق وعليه تذكرنا قصة جوزيف شهرستان المحزنة وقصص بقية أبطال سورية المنسيين مقابل النفخ بأبطال مزيفين كباسل الأسد وعلي الديك وعصام زهر الدين وسهيل الحسن ويوسف جربوع وغيرهم من أبطال زمن الانحدار السوري بقصة القائد التاريخي طارق بن زياد فاتح الأندلس وتسلط موسى بن نصير والخليفة سليمان بن عبد الملك على انتصاراته يروي واسيني الأعرج عن بعض المصادر التاريخية أن موسى بن نصير التحق على رأس جيش بطارق بن زياد إلا أنه لم يخض أية حرب حقيقية إنما وجد كل شيء منجزا أمامه وهنا بدأ الخلاف يدب بينه وبين طارق بن زياد مشفوعا بحقد كبير على خلفية أنه كيف لقائد صغير أن يحتل الواجهة بينما الذي حمل لقب فاتح أفريقيا بقي في الخلفية ليقوم بسجنه لا بل هم بقتله لولا شفاعة مولى الخليفة وعلى أثر هذا الخلاف قام الخليفة الأموي في دمشق باستدعائهما لتوضيح حقيقة الأمر قبل وصولهما إلى دمشق مرض الخليفة الوليد وكان على حافة الموت لذا أراد خليفته سليمان بن عبد الملك أن ينسب فتح الأندلس لنفسه لذلك أمرهما بالتريث والانتظار في طبرية حتى وفاة أخيه الخليفة الوليد لكنهما دخلا دمشق غير مكترثين بكلامه وعندما تولى سليمان الخلافة بعدها بفترة قصيرة انتقم منهما فعزل موسى بعد أن قتل ابنه عبد العزيز بينما لم يسمع بعدها شيء عن طارق بن زياد الذي دخل القصر ولم يخرج لم يعد أحد يعرف عنه شيئا والأقرب للصواب والقول للأعرج أن يكون قتل ورمي للضباع التي كان يربيها الخليفة سليمان بن عبد الملك في السراديب في حين ذهب بعض المؤرخين للقول إنه مات شحاذا في شوارع دمشق وأمام المسجد الأموي ليدفع بذلك طارق بن زياد ثمن بطولاته واسيني الأعرج الغربال أنفو باختصار إنه زمن الانكسار السوري إذ يكفي القول بتحسر إن الرياضة السورية التي رأى فيها حافظ الأسد الحياة لم تحقق على المستوى الدولي سوى ذهبية غادة شعاع في أولمبياد أتلانتا 1996 وفضية جوزيف عطية في المصارعة بلوس أنجلوس 1984 وبرونزية ناصر الشامي بأثينا 2004 وأخيرا برونزية معن أسعد في رفع الأثقال بطوكيو 2020 بذلك تحتل سورية المرتبة الخامسة على المستوى العربي والمركز 88 عالميا بالمقابل حققت مصر 26 ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية لتحتل المركز الأول عربيا و52 عالميا بينما المغرب 22 ميدالية لتحتل المركز الثاني عربيا و55 عالميا والجزائر 15 ميدالية لتحتل المركز الثالث عربيا و62 عالميا في حين تونس 10 ميداليات لتحتل المركز الرابع عربيا و70 عالميا وفق الجزيرة نت

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح