جوائز إيمي مسلسل مراهقة الفائز الأكبر وفلسطين حاضرة

تحوّل مسرح بيكوك في لوس أنجليس، مساء أمس الأحد، إلى مرآة لوجهين متناقضين: الوجه الاحتفالي لصناعة التلفزيون الأميركية في أوج بريقها، والوجه السياسي الذي تسلّل رغماً عن القائمين على الحفل، ليضع فلسطين وغزة في قلب ليلة مكرّسة عادةً للاحتفاء بالنجوم. في الدورة السابعة والسبعين من جوائز إيمي، بدت السياسة جزءاً لا ينفصل عن الفن، فيما خطف المسلسل البريطاني Adolescence الأضواء، إلى جانب أعمال درامية وكوميدية دفعت بصناعة التلفزيون نحو منعطف جديد.

Adolescence: المراهقة المظلمة

أكبر الرابحين في ليلة إيمي كان بلا منازع مسلسل Adolescence، الإنتاج البريطاني الذي حصد ثماني جوائز، بينها جائزة أفضل مسلسل قصير، وأخرى لأفضل كتابة وإخراج وأداءات فردية، ورغم أن The Studio فاز بـ13 جائزة، فإن الانظار كلها وجّهت نحو المسلسل البريطاني.

العمل، المؤلف من أربع حلقات مصوّرة كل منها بلقطة واحدة، يقدّم قصة مراهق في الثالثة عشرة متهم بقتل زميلة له في المدرسة. وراء هذه الحكاية الدرامية القاتمة تكمن قراءة عميقة لظاهرة الذكورية السامة، والتأثير المدمّر للهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي على جيل كامل من المراهقين.

منذ عرضه على منصة نتفليكس، حصد المسلسل أكثر من 140 مليون مشاهدة خلال ثلاثة أشهر، ليتحوّل إلى مادة نقاش عالمي حول التربية، والعنف، والإنترنت، وما إذا كانت التكنولوجيا تفترس الطفولة.

أكثر لحظاته إثارة للدهشة جاءت من الممثل الشاب أوين كوبر، البالغ من العمر 15 عاماً، الذي فاز بجائزة أفضل ممثل مساعد ليصبح أصغر فائز ذكر في تاريخ إيمي. قال كوبر: عندما بدأت دروس التمثيل قبل عامين، لم أتوقع حتى أن أزور الولايات المتحدة، فما بالكم أن أكون هنا الليلة.

The Pitt: المفاجأة التي هزّت التوقعات

رغم أن Adolescence كان نجم الحفل، فإن اللحظة المفصلية جاءت في ختام الأمسية مع إعلان فوز The Pitt بجائزة أفضل مسلسل درامي. العمل أشبه بتحية لمسلسل ER الشهير، لكن بلمسة مبتكرة: جميع حلقاته الخمس عشرة تجري في مناوبة واحدة داخل قسم طوارئ بمستشفى في بيتسبرغ. بين قضايا الإجهاض وحوادث إطلاق النار الجماعي وضغط العمل