جمود كول كاهير وتمدد أفيخاي أدرعي

44 مشاهدة

على مدار أعوام خلت، احتفت القاهرة وما تزال بذكرى حرب السادس من أكتوبر 1973، وفي غضون ذلك أحاطت وكرمت كل من كان له دور في مواجهة العدو أو ضرب منهم كل بنان، وفق ما يتراءى في حفاوة أفلام وثائقية ولقاءات تلفزيونية مفصلة حصرت بؤرة الاهتمام في ما له صلة بأدوات القوة الصلبة، بينما تعاطت هامشياً مع أبرز وسائل القوة الناعمة، تحديداً الإعلام، وكان هو الآخر قد تعرض لنكسة في حرب 1967، جعلت منه مثار سخرية إسرائيلية سبقتها نكات مصرية وعربية تهكمت على أدائه التضليلي الكاشف عن أزمة ثقة أفقدته كل ما له صلة من قريب أو بعيد بمفهوم المصداقية، فلم يستعدها إلا وقد دار الزمان دورته على الجانبين ليصر المصريون وقتها على تحري الدقة الكاملة في كل خبر يخص الحرب وتنقله وسائطهم المقروءة والمسموعة والمشاهدة، حتى أن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وأبرز القادة المشاركين في المعركة أصر على وزير الإعلام نشر حقيقة وضع ثغرة الدفرسوار، بعدما قرأ خبراً في صحيفة الأهرام قلل من خطرها، مدعياً بأنها مجرد سبع دبابات متسللة سيتم التعامل معها ودحرها، فكان له ما أراد.

على المقلب الآخر، حجب الإسرائيليون الحقيقة عن شعبهم بانتهاج استراتيجية التهوين والتعتيم (نرى ذلك بأعيننا منذ السابع من أكتوبر 2023)، ليستمر التلاعب بالعقل الجمعي عبر الصحف التي لبت أوامر الرقابة العسكرية فأضحت نشرات تعدد بطولات الجنود وتشيد بـصلابة الجبهة الداخلية وتستخدم مصطلحات مثل تراجعت قواتنا بدلاً من الانسحاب، كما توقف البث التلفزيوني المعتاد وتحول إلى بيانات مقتضبة أصدرها الناطق باسم الجيش، قوامها نسيطر على الموقف بدون أي ذكر للخسائر بل جرى نفيها، قبل أن يتحول الأمر لاحقاً إلى اعتراف تدريجي وصادم على غير إراداتهم أو من باب الشعور بالذنب والتحول إلى مصارحة الشعب بحقيقة الوضع، وإنما على إثر لقاءات إذاعية مع الأسرى بثتها إذاعة كول كاهير أو صوت القاهرة الموجهة باللغة العبرية وكانت قد بدأت العمل في عام 1953 عبر كوادر فلسطينية وبفترة بث بسيطة، لاحقاً جرى

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح