عودة جماعية للفلسطينيين إلى غزة بين الركام والنصر مشهد يعلن سقوط مشروع التهجير وانتصار إرادة البقاء
تدفقت جموع الفلسطينيين عائدة من جنوب قطاع غزة إلى أحيائهم السكنية في شمال القطاع وخصوصًا في مدينة غزة عبر شارع الرشيد الساحلي غرب المدينة، بعد أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابًا تدريجيًا من المناطق التي كان يحتلها في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فمشهد العودة كان مهيبًا ومفعمًا بالدموع والفرح، حيث تداخلت مشاعر النصر مع وجع الفقد وصدمة الدمار الشامل الذي خلفه العدوان.
العائدون من الجنوب كانوا خليطًا من النازحين الذين لجأوا إلى مناطق خان يونس ورفح طوال عامين من الحرب، ومن السكان الذين بقوا تحت القصف في مدينة غزة صامدين حتى الرمق الأخير. وقد غصّت الطرق المؤدية إلى الشمال بالمركبات والعائلات التي سارت على الأقدام تحمل أطفالها وما تبقى من أمتعتها، بينما كانت وجوههم تعكس مزيجًا من الصمود والحزن والأمل.
مع انسحاب قوات الاحتلال، انكشف حجم الدمار الرهيب الذي أصاب أحياء مدينة غزة، فالشوارع الرئيسية كسرت ملامحها بفعل القصف، وشارع الجلاء وشارع النصر والنفق باتت أطلالًا، والمنازل سويت بالأرض كما لو أن حربًا كونية مرت من هنا. العائدون الذين دخلوا أحياءهم وجدوا مدنهم كأنها خرجت من رحم القيامة، فبدأوا بتفقد ما تبقى من منازلهم ومحالهم وأرواحهم، يحملون حجارة بيوتهم المهدمة كتذكارات على الصمود.
وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن عودة الفلسطينيين إلى غزة رغم الدمار وانعدام مقومات الحياة تمثل انتصارًا حقيقيًا ودليلًا على فشل مخططات التهجير بالقصف والتجويع والإرهاب، مشددًا على أن هذا المشهد يختصر معنى النصر وأن غزة أرض لأهلها، ولن تكون يومًا موطئًا للغزاة مهما بلغت التضحيات.
ومع حلول اليوم الثاني لوقف الحرب، واصل مئات آلاف النازحين سيرهم نحو الشمال وسط ركام المدن، يسيرون فوق أوجاعهم حاملين في قلوبهم أملاً لا يُقهر بالعودة والبقاء. فالعائلات تسير على الأقدام عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، وبعضها يبيت في خيام مؤقتة نصبت على أنقاض المنازل التي دمرها العدوان، بينما عاد آخرون إلى وسط خان يونس بعد انسحاب قوات الاحتلال
ارسال الخبر الى: