جريمة عربية في مجلس الأمن

47 مشاهدة

قادنا حسن الظن إلى سيناريو مثالي في مجلس الأمن يُتيح للدول العربية الإسلامية الثماني الإفلات من قبضة الضغوط الأميركية عليها، التي تُلامس حدود الإرهاب والابتزاز من أجل تمرير قرار دونالد ترامب المُتعلّق بمستقبل غزّة، وكان هذا السيناريو المُفرط في التفاؤل والأمل يقوم على أنّ هذه الدول سوف تسند المهمة لروسيا والصين من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) في وقت يذهب الصوت العربي لمصلحة ترامب، وبذلك تتجنّب غضبه وعقابه وهو صاحب السلطان عليها، من ناحية، ومن الناحية الأخرى تحبط قراراً يفرض الوصاية الأميركية، ليس على غزّة وفلسطين فحسب، وإنما على الوطن العربي والشرق الأوسط كلّه.

أمّا وأنّ روسيا والصين قد امتنعتا عن التصويت، وهي طريقة أكثر انحطاطاً من الموافقة الصريحة على قرارات ظالمة وجائرة واستعمارية بامتياز، فإنّنا نكون بصدد حالة نفاق رخيص ممّن افترضنا فيهم أنهم أقطاب دولية تمنع انفراد واشنطن بالكوكب كلّه، وفي قلبه منطقة الشرق الأوسط، ذلك أنّه كان بإمكان روسيا التي وصف مندوبها ما جرى بأنّه يوم حزين للعالم ولفلسطين ولمجلس الأمن ولقيم العدالة، كان بإمكانها التصويت ضدّ القرار فتنقذ العالم من الحزن وتنقذ كرامة مجلس الأمن وتنقذ الشعب الفلسطيني من خطر وجودي يتهدّد أرضه ووطنه.

لم تكتفِ روسيا والصين بالتعبير عن الحزن فحسب، بل ساق مندوباهما كلّ الأسباب والحجج التي تحتّم إبطال هذا القرار، والذي بحدّ توصيفهما ينزع من الشعب الفلسطيني ملكيته على قطاع غزّة، وينتزع منه حقّه في مقاومة احتلال يمارس أبشع الجرائم ضدّ الإنسانية، ويجرّده من الحلم بوطن يُستعاد من بين أنياب الذئاب، وبالتالي لا يكفي هنا لتبرير هذا النفاق والخذلان من جانب الروس والصينيين أن يقال إنّ ذلك كان استجابة لضغوط وتوسّلات من دول عربية وإسلامية تطلب عدم استخدام الفيتو والاكتفاء بعدم التصويت لكي يمرّ القرار، الذي هو بمثابة جريمة اغتيال للقضية الفلسطينية بمشاركة عربية صريحة وواضحة، تجسّدت في الصفعة التي وجهتها الجزائر على وجه التاريخ والمنطق، كون الإفراط في حسن الظن كان قد أوصلنا إلى قناعة بأنّ جزائر المليون شهيد ضدّ الاحتلال تغرّد

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح