جرحى الشرعية كوميديا سوداء الجميع فيها يفضح الجميع
متابعات خاصة – المساء برس .. هاشم الدرة|
مشهد جرحى “الشرعية” في المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة التحالف يكشف صورة لانهيار منظومة كاملة، قادة يرفعون شعارات التضحية يهربون أمام جرحاهم، والجرحى الذين ضحوا بأجسادهم يجدون أنفسهم على الأرصفة يطالبون بحقوق بسيطة كالعلاج والراتب.
ما يحدث ليس إلا انكشافا شاملا لعجز السلطة التي تديرها حكومة التحالف، حيث تتحول العلاقة بين القادة والجنود إلى مواجهة علنية، ويظهر التناقض بين من صنع الوهم ومن دفع ثمنه.
في مسرح العبث هذا الذي يديره رشاد العليمي وحكومته، ثمة فرق بين هؤلاء ومن يرمون بهم في غيابة الموت، كانوا صفا أو ضباطا، فكلهم ضحايا الوهم وصناع الوهم.
العليمي وقادته والسياسيين والعسكريين يرسلون المغرر بهم إلى الموت، ثم يرمون بهم في الأرصفة يتسولون العلاج والرواتب، ولا يبحثون عن كرامتهم التي أهدرت، وإنسانيتهم التي صودرت.
يصرخون أمام البوابات بعد أن فوجئوا بأن من خدعهم بالأمس يخونهم اليوم، لتتحول هذه المأساة إلى كوميديا سوداء، حيث الجميع يفضح الجميع، والنتيجة واحدة: السقوط وانكشاف العجز.
في عدن، أمام قصر معاشيق، نصب الجرحى خيامهم، فخرج لهم مدير أمن المدينة مطهر الشعيبي بمدرعات إماراتية، لكنهم صدوه واجبروه على الهرب..ويا لها من صورة، قائد يهرب من جرحاه الذين قدموا دماءهم وأعضاءهم دفاعا عنه… مشهد هزلي بامتياز، حيث لا نخوة للقادة ولا كرامة للجرحى.
أما في تعز، فقد أحرق أحد جرحى جيش العليمي طرفه الصناعي، لكنه في الحقيقة لم يحرق سوى وهمه، إذ ما زال يظن أن حكومة العليمي ستلتفت إليه يوما، فمن لم يلتفت لفقدك ساقك الحقيقة هل سيلتفت إلى الصناعية.
مأرب هي الأخرى يواصل جرحى “الشرعية” فيها اعتصامهم منذ أسبوعين ليتحنن عليهم سلطان الغاز والنفط في مأرب براتب شهرين، غير أنهم يرفضونها ويخرجون في مسير راجل يكشف حقيقة من قادوهم إلى حتوفهم مقابل راتبين، مع أن أقرانهم من المرتزقة في محافظات أخرى يستلمون بالدرهم والدولار، لأن مشغلهم آخر.
هكذا ينكشف المشهد في المحافظات الواقعة تحت سلطات التحالف… قادة يهربون بالأطقم المدرعة، وجرحى يلحقونهم
ارسال الخبر الى: