أزمة جديدة داخل كيان الاحتلال الحريديم يتمردون على أوامر التجنيد
فلسطين المحتلة – المساء برس|
تتّجه “إسرائيل” إلى مواجهة داخلية محتدمة، مع إعلان عشرات الآلاف من اليهود المتشددين “الحريديم” نيتهم التظاهر في القدس، رفضًا لمحاولات الحكومة إجبار طلاب المعاهد الدينية على الخدمة العسكرية، في خطوةٍ تهدد بتعميق الانقسام داخل المجتمع الصهيوني المنهك من حرب غزة.
ووفق تقريرٍ نشرته صحيفة “نيويورك تايمز“ الأميركية، اليوم الخميس، فإنّ الاحتجاجات تأتي في وقت تبحث فيه حكومة الاحتلال عن مخرج قانوني وسياسي لاستمرار الإعفاءات التي مُنحت منذ عقودٍ للطلاب المتدينين، والذين يشكّلون أحد أهم ركائز الأحزاب الدينية الداعمة لبنيامين نتنياهو.
لكنّ تلك الامتيازات، التي تسمح لآلاف الحريديم بالتهرّب من الخدمة الإلزامية، أصبحت محلّ غضب شعبي واسع منذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، بعد أن وجد كثير من الإسرائيليين أنفسهم مجبرين على القتال في غزة، بينما يعفى المتشددون تحت ذريعة “التفرغ للدراسة الدينية”.
وتفرض القوانين العسكرية في كيان الاحتلال الخدمة الإلزامية على جميع اليهود واليهوديات في سن الثامنة عشرة، غير أنّ المحكمة العليا التابعة للاحتلال كانت قد أبطلت العام الماضي قرارات الإعفاء السابقة، مؤكدةً أن لا أساس قانونيًا لمواصلة استثناء فئة بعينها من التجنيد، وأمرت “الجيش” بالبدء في استدعاء المتدينين للخدمة ما لم يقرّ الكنيست تشريعًا جديدًا.
وتكشف هذه الأزمة، بحسب مراقبين، انفجار التناقضات داخل بنية الكيان الصهيوني نفسه، فبينما يروّج قادة الاحتلال لـ”وحدة الجبهة الداخلية”، تتفجّر داخلها صراعات طبقية ودينية حول من يدفع ثمن الحروب الفاشلة في غزة ولبنان.
كما يرى محللون أنّ هذا التململ الداخلي بين المتدينين والعلمانيين يعبّر عن تصدّع المنظومة الأيديولوجية التي قام عليها الكيان الصهيوني، مؤكدين أنّ استمرار الحرب وتفاقم الخسائر قد يدفع نحو عصيانٍ مدني داخل الكيان، يقوّض تماسكه.
ارسال الخبر الى: