جدل حول إعادة الإعمار في المغرب الطين أم الإسمنت

175 مشاهدة
يرتفع الطلب على مواد البناء في المغرب في ظل عملية إعادة الإعمار بعد الزلزال الذي ضرب بعض الأقاليم قبل خمسة عشرة يوما ما يدفع المهنيين إلى التأكيد على توافر مخزون كاف من تلك المواد وسط التوجه نحو تثبيت أسعارها غير أن نقاشا آخر يدور الآن في البلاد حول المواد التي يفترض أن تستعمل في البناء حيث توزعت الآراء بين قائل بضرورة استعمال مواد البناء العصري خاصة الإسمنت وبين مدافعين عن الحفاظ على شكل البناء التقليدي في المناطق الجبلية المكون من الطين والحجارة ويتصور المتخصص في علم الاجتماع القروي حسن إد حمو المنحدر من منطقة الحوز التي ضربها الزلزال بقوة أنه يمكن أن تستند عملية إعادة الإعمار على الخبرة المحلية التي توفرت في بناء المساكن التقليدية بالطين والحجارة ويلاحظ في تصريح لـ العربي الجديد أن التوجه في الأعوام الأخيرة نحو البناء بالإسمنت دون مراعاة المعايير والبيئة أفضى إلى فقدان الخبرة المتراكمة في بناء المنازل التقليدية بالطين والحجارة وهي خبرة أضحت مطلوبة في بلدان أوروبية بالنظر للمزايا الإيكولوجية لهذا الصنف من المنازل ويعتبر مراقبون في سياق النقاش حول إعادة الإعمار في المناطق المتضررة الواقعة في الجبال أن جوهر المشكل لا يكمن في مواد البناء المستعملة بل في جودة وطريقة صيانة المنازل وتشدد مصادر لـ العربي الجديد على أن الرهان اليوم ينصب على مدى احترام قواعد البناء المضادة للزلازل خاصة مع انتشار البناء بالإسمنت المسلح الذي أضحى يحتل مساحة مهمة في السوق إلى جانب المنازل التقليدية المشيدة من الطين والحجارة ويلاحظ الاقتصادي المغربي المتخصص في قطاع العقارات إدريس الفينا أن المغرب يتوافر في حال اختيار تركيز البناء على الطرق الحديثة على عرض محلي كاف من مواد البناء التي يمكن أن تتيح تلبية الطلب ويوضح في تصريح لـ العربي الجديد أن مصانع الإسمنت في المغرب لديها قدرة إنتاجية تصل إلى 20 مليون طن حيث أن هناك هوامش كبيرة للإنتاج وتفيد الجمعية المهنية لمصنعي الإسمنت في تقريرها السنوي أن استهلاك الإسمنت في المغرب وصل إلى 12 5 مليون طن بانخفاض بنسبة 10 65 في المائة مقارنة بالعام الذي قبله علما أن حجم الاستهلاك بلغ أعلى مستوى له في 2011 حيث قفز إلى إلي 16 مليون طن ويذهب الفينا إلى أنه بالإضافة إلى الإسمنت الذي يكفي لتلبية الطلب الوطني بما في ذلك المناطق المتضررة من الزلزال فإن مواد بناء أخرى متوافرة أيضا وهي الزليج والرخام والطوب وأكد رؤساء الجمعيات المهنية لقطاع البناء والأشغال العمومية في اجتماع مع وزير التجهيز والماء نزار بركة ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة على توافر عرض كاف من مواد البناء التي سيتم تأمينها مؤكدين أن أسعار تلك المواد سيجري تثبيتها لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال واقترحوا في بيان صدر أخيرا دراسة إمكانية إعادة استعمال مواد البناء المحلية الناتجة عن الأنقاض في عمليات البناء والتعمير وذلك في إطار الاقتصاد الدائري مشددين على إشراك السكان في كل مراحل البناء عبر التكوين والتوعية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح