مئة عام على نهاية ثورة الخطابي
قبل مئة عام، نفّذت القوات الإسبانية والفرنسية في مثل هذا اليوم، الثامن من سبتمبر/ أيلول 1925، إنزالاً بحرياً في منطقة الحسيمة في شمال المغرب، ليشكل نهاية عمليّة لمقاومة الريف التي قادها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي منذ بداية عشرينيات القرن الماضي. لم يكن الإنزال مجرد عملية عسكرية، بل كان تتويجاً لسلسلة من الحملات الاستعمارية التي خلفت آثاراً عميقة على الشعب المغربي، وأثّرت في ذاكرة أبنائه الجماعية.
ضمن هذا الإطار، صدر حديثاً كتاب بعنوان الحسيمة 1925: الإنزال الذي حسم حرب المغرب (منشورات ديسبيرتا فيرو، 2025) للمؤرخ الإسباني روبرتو مونيوث بولانيوس، يقدّم فيه قراءة معمّقة للعملية العسكرية متجاوزاً الروايات الرسمية التي غالباً ما تركز على الجانب العسكري فقط. يناقش المؤلف الإنزال من منظور عسكري ويولي اهتماماً بالبعد السياسي الدولي، وهو عنصر كثيراً ما يتم تجاهله. ويشير بولانيوس إلى أن النجاح الإسباني الفرنسي لم يكن ممكناً بدون التعاون العسكري بين الجيشين، الذي سمح بتجاوز مقاومة الريفيين الشرسة وفرض السيطرة على المنطقة، بهذا يكون إنزال الحسيمة عملية برمائية استعمارية غير مسبوقة في تاريخ إسبانيا المعاصر، حيث تميزت بتحييد القوى الاستعمارية لمطامعها التنافسية لعقد تعاون عسكري مؤقت، خاصة بعد هزائم الإسبان في معارك مثل أنوال (1921) وقبلها وادي الذئاب (1909).
لم يكن الإنزال عملية معزولة بل تتويجاً لسلسلة حملات استعمارية
كذلك يضيء الكتاب العمليات التحضيرية والإعدادات العسكرية التي تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر، إلى جانب دراسة دقيقة للإنزال البرمائي الذي شكّل نموذجاً تكتيكياً جديداً في تاريخ الحروب الاستعمارية. ويعرض المؤلف السياق السياسي لما بعد عام 1918، أو ما يُسمى بـاللحظة الويلسونية (نسبة لمبادئ الرئيس الأميركي وودرو ويلسون ومن بينها حقّ الشعوب في تقرير مصيرها)، التي شهدت صعود حركات مناهضة للاستعمار، ولعبت دوراً في إشعال ثورات وطنية مثل ثورة الريف، التي كانت نموذجاً رائداً للمقاومة بأسلوب حرب العصابات، وسارت عليه الحركات التحررية، بحسب وصف تشي غيفارا.
وفي سياق مئوية إنزال الحسيمة أيضاً، صدرت عن مركز جسور للدراسات التاريخية والاجتماعية ترجمة
ارسال الخبر الى: