ثنائيات ليالي مراسي قائمة الاستماع على خشبة الساحل
شكلت الحفلات الغنائية الثنائية ظاهرةً لافتةً بين الأنشطة الفنية الصيفية في الساحل الشمالي بمصر، فقد حرصت إدارة مهرجان ليالي مراسي على تنظيم أكبر عدد من الحفلات التي يحييها مطربان، أو مطرب ومطربة.
يمثل هذا النمط الجديد استراتيجية فنية وتجارية تهدف إلى تغيير كبير في شكل الحفلات المباشرة، استجابة لجمهور شغوف بالسرعة، والانتقال بين ألوان غنائية مختلفة. إنها محاولة لكسر الرتابة في بيئة صيفية يتنافس فيها عشرات النجوم، ويستند رهان منظميها على جمع اسمين في أمسية واحدة لخلق مزيج يعكس تحولات الذائقة الحديثة الملولة التي لا تكاد تصبر على صوت واحد طوال السهرة.
تضمن جدول النشاط في مراسي حفلات مشتركة لبهاء سلطان مع رامي صبري، ومحمد حماقي مع نانسي عجرم، وتامر حسني مع الشامي، ووليد توفيق مع آمال ماهر، وأحمد سعد مع روبي، وراغب علامة مع المطربة الشعبية أمينة، والكويتي نبيل شعيل مع المغني الشعبي محمود الليثي، ومدحت صالح مع مي فاروق، وينتظر الجمهور حفلاً قريباً لوائل جسار يجمعه بريهام عبد الحكيم.
جاءت الحفلات الثنائية في مراسي استجابة مباشرة لتحديات العصر الرقمي الذي يتميز بالسرعة والوصول السهل لكل شيء، ما أدى إلى ظهور ما يُعرف بـالمستمع الملول، الذي يبحث عن التنوع والتجديد المستمر.
تسويقياً، تمثّل الحفلات الثنائية ورقة رابحة للمنظمين. فبدلاً من الركون إلى شعبية مغنّ واحد، يعتمد المنظمون على قاعدة جماهيرية مزدوجة، ما يضمن بيع عدد أكبر من التذاكر، فجمهور تامر حسني قد يشتري تذكرة الحفل لرؤية فنانه المفضل، وقد يكتشف في الوقت نفسه مغنياً سورياً جديداً مثل الشامي، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب. هذه الاستراتيجية تخلق حالة من التكافل التجاري، فيساهم كل فنان في جذب جمهور الفنان الآخر.
يمكن اعتبار ظاهرة الحفلات الثنائية انعكاساً مباشراً لسلوك الـPlaylist المهيمن على الاستماع الموسيقي في العصر الرقمي. فالمستمع المعاصر لم يعد يربط نفسه بفنان واحد أو ألبوم كامل، بل أصبح يجمع أغانيه المفضلة من مصادر مختلفة في قوائم تشغيل شخصية. تلبي هذه الحفلات الثنائية تطلعات جمهور القوائم مثالياً، فهي تقدم قائمة
ارسال الخبر الى: