كلما أطل سبتمبر المجيد عادت إلى الذاكرة الجمعية لليمنيين محطات اتسمت بأنها مفصلية لا يمكن تجاوزها أو نسيانها ففي السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 أشرقت شمس الجمهورية لتطرد ليل الإمامة الكئيب وتعلن ميلاد مرحلة جديدة مثلت فيها الجمهورية حبل نجاة من الاستعباد وبداية عهد المساواة والحرية والكرامة وفي الثالث عشر من سبتمبر عام 1990 ولد التجمع اليمني للإصلاح كيانا سياسيا جمهوريا خالصا جعل أولوياته كلها تصب في بناء الوطن والحفاظ عليه وتنميته وبين هذين التاريخين علاقة عميقة أشبه ما تكون بقصة عشق ومسيرة حب متجذرة في الأرض والذاكرة جمعت بين سبتمبر والجمهورية والإصلاح لقد كان السادس والعشرون من سبتمبر نقطة تحول كبرى في تاريخ اليمن الحديث فيها انتقلت البلاد من حكم الفرد المستبد إلى رحاب الحرية وإرادة الجماهير وجاء الثالث عشر من سبتمبر ليمنح الثورة والجمهورية صوتا سياسيا حديثا يناضل في الميادين ويصون المكتسبات ويعلي من شأن الوطن ويسعى لأمنه واستقراره وتشكلت بين الإصلاح والجمهورية وسبتمبر علاقة تمتد إلى الاعماق فيها يمثل هذا الحزب السبتمبري إبنا وفيا لتلكم الثورة المجيدة خرج من رحمها وتشكل وعيه في ظلها وتربى وربى أعضائه ومحبيه ومناصريه على مبادئها ولم تكن العلاقة بين هذين الرائدين تقاطع مصالح أو التقاء عابر بل هي أشبه برباط روحي يزداد متانة مع تقدم السنين وتشابك الأحداث لم يتعامل الإصلاح منذ تأسيسه مع الجمهورية كخيار سياسي بين بدائل بل كقدر مقدس وعهد لا يجوز التفريط فيه ولا المساومة عليه ومن أول يوم آمن الإصلاحيون أن الجمهورية ليست مجرد نظام حكم وإنما هوية وطن ومنجز تاريخي خلده الثوار بدمائهم الزكية وهذه الجمهورية هي من منحت الإصلاح واليمنيين عامة فضاء للحرية السياسية وميدانا للتنافس الشريف ومجالا ليشاركوا في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها إن سبتمبر الإصلاح هو وعد متجدد بحراسة سبتمبر الثورة وبين التاريخين تبقى قصة عشق أبدية بين الحرية وأبنائها وبين الجمهورية ومن يحمون منجزاتها والوطن ومن نذروا أعمارهم من أجله وعاشوا وماتوا وهم يحملون رأيته سواء حين أشرقت ثورة سبتمبر المجيدة أو حين حاول الإماميون الجدد أن يعيدوا مجد أجدادهم المندثر ناسين أو متناسين أن الجمهورية السبتمبرية لم تمت وإن أصابها بعض وهن كل عام لا يحضر سبتمبر المجيد وحده بل تهل هذه الثلاثية العجيبة فتستحضر الجمهورية والإصلاح معا سر ذلك الحب الخالد القائم على الإيمان بالإنسان وحقه في الحياة الكريمة والتمسك بالعدل والحرية ورفض الاستبداد الكهنوتي وإن تبدلت الوجوه أو تغيرت الأسماء دمتم سالمين