رئيس عربي ثروته الكتب والسمفونيات والأصدقاء حوار مع المنصف المرزوقي

٥٨ مشاهدة

إذا كنت دقيقًا في مواعيدك مع أصدقائك، فستصل إلى المكان قبل 5 دقائق من الموعد. لكن ماذا تفعل حين تواعد رئيس جمهورية سابق؟ لا أعرف إجابتك، لكني أعرف أني جئت قبل موعدي بـ40 دقيقة. لا تلمني، لا ألتقي برؤساء كل يوم.

وصلتُ إلى فندق شيراتون الدوحة في الثامنة وخمسين دقيقة مساءً، كان موعدي مع الدكتور المنصف المرزوقي، أول رئيس منتخب في انتخابات حرة بعد الربيع العربي، في التاسعة والنصف. وكنت أطمع بأن يتاح لي وقت إضافي إذا بدأنا اللقاء قبل الموعد المحدد بنصف ساعة.

جلستُ في البهو أقلّبُ أوراقي وأنتظر أملًا في أن يؤذن لي قبل الموعد فآخذ نصف ساعتي منضافًا إليها دقائق من الهوامش.. فتحت هاتفي وأرسلت صورتي لوالديّ وكتبت لهما: أتجهّز الآن لإجراء حوار مع أول رئيس عربيّ منتخب. بابٌ من أبواب البرّ تعلّمته من زكي مبارك، ولكن بطريقة معكوسة. قرأت لزكي مبارك (ت 1952) مرةً أنه لم يشكُ يومًا لأبيه صعوبات عيشه، مخافة أن يهمّه. وأنا لا أشارك والديّ إلا الأخبار السعيدة. ولعل الفتى زكي المغروس في التراث العربيّ اقتبس هذا الخلق الرفيع من مقولة إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت 285هـ = 898 م): الرجلُ كل الرجل، من يدخل غمه على نفسه، ولا يدخله على أهله.

في التاسعة إلا 5 دقائق، وقف شاب أنيق في قلب البهو، عرفت من إمساكه بهاتفه وتلفّته أنه من فريق المنصف، فمشيتُ نحوه.

مرحبًا، أنا عبد القدوس.

مرحبًا، الدكتور مستعدٌ لاستقبالك الآن. ومشينا نحو المصعد. إذا كنتَ ممن يحتمل الصمت الرهيب، في المساحات الضيقة كالمصاعد، فلستُ أفهمك، ذلك شيء لا أطيقه. قطعت الصمت المزعج بسؤاله عن مكان إقامته، وعن عمله، ففهمت أنه يملك مخبزًا في فرنسا منذ وقت طويل. التفتّ إليه بكلّي، واستقبلته، ومددت إليه يدي لأصافحه للمرة الثانية.

حسنًا سيدي هذا سؤالٌ خارج عن الحوار مع فخامة الرئيس، لكن لا بدَّ لي منه سألته بكل جديّة.

تفضل قالها وهو يشدّ يده على يدي، ليعكس جديّته في تلقي السؤال.

ما هو سر

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع الموقع بوست لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح