تهجير تتار القرم جرح ينزف منذ 80 عاما

٣٧ مشاهدة
تحل اليوم السبت الذكرى 80 لتهجير تتار القرم قسرا من موطنهم على يد الاتحاد السوفييتي في 18 مايو أيار 1944 بتهم التعاون مع الاحتلال النازي والخيانة وانشقاق ما يصل إلى 20 ألفا منهم عن الجيش الأحمر أثناء الحرب العالمية الثانية 1939 1945 في مثل هذا اليوم قبل 80 عاما قررت السلطات السوفييتية بقيادة الديكتاتور السوفييتي الراحل جوزيف ستالين تهجير أكثر من 150 ألفا منهم إلى جمهورية أوزبكستان السوفييتية بالإضافة إلى توزيع عشرات آلاف آخرين على مناطق أخرى في الاتحاد السوفييتي وتتار القرم هم السكان الأصليون البالغ عددهم ما يقارب ربع مليون نسمة في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا في عام 2014 ومدينة بخشي سراي مركزهم التاريخي والثقافي منذ حقبة خانية القرم في القرن السادس عشر الميلادي قصة تهجير تتار القرم وتعتبر عملية التهجير التي انطلقت فجر يوم 18 مارس آذار 1944 من أسرع العمليات من نوعها في التاريخ إذ استغرقت مرحلتها الأساسية أقل من ثلاثة أيام وكان يتم منح العائلات 15 20 دقيقة فقط للاستعداد للمغادرة مع حرمانهم من اصطحاب أي متعلقات في بعض الأحيان وجرت عملية نقل تتار القرم بواسطة السكة الحديدية داخل عربات شحن مغلقة ما أسفر عن وفاة آلاف الأشخاص أغلبهم من الأطفال والشيوخ جراء إصابتهم بالعطش وحمى والتيفوئيد كما قضى ما بين 20 و46 في المائة من المهجرين خلال السنوات المقبلة بسبب الجوع والأمراض وعلى عكس الشعوب المهجرة الأخرى التي سرعان ما تمكنت من العودة إلى أراضيها الأصلية لم يحصل تتار القرم على حق العودة إلا في حقبة بيريسترويكا في عهد آخر زعماء الاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف في عام 1989 وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991 أصبح تتار القرم مواطنين أوكرانيين حتى أن موسكو قامت بضم شبه الجزيرة في مارس آذار 2014 في أعقاب موجة من الاضطرابات في أوكرانيا ليجدوا أنفسهم تحت قيادة دولة حرمتهم من الحياة على أرضهم وتسببت لهم في معاناة امتدت لعقود من الزمن وكانوا حينها في طليعة رافضي الضم ومع ذلك يعتبر الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية المستشرق كيريل سيميونوف أن أغلب تتار القرم راضون عن الوضع الراهن نظرا لما شهدته شبه الجزيرة من التنمية تحت السيادة الروسية مقرا في الوقت نفسه بأن الذاكرة التاريخية أثرت سلبا على علاقة تتار القرم مع السلطة المركزية في موسكو بعد عام 2014 التهجير جرح نازف ويقول سيميونوف في حديث لـالعربي الجديد لا يزال التهجير حاضرا في ذاكرة تتار القرم ولذلك كانوا في طليعة المحتجين على استعادة الوحدة مع روسيا ولكن العلاقة تحسنت بعد أن شهدوا على التنمية التي تحققت تحت السيادة الروسية بما في ذلك في مركزهم التاريخي بخشي سراي حيث بنيت مساجد جديدة واستثمر كثيرا في تطويرها ويجزم بأن أغلب تتار القرم يؤيدون اليوم استمرار الوضع الراهن مقابل معارضة قطاع منهم غادر إلى أراض خاضعة لسيطرة أوكرانيا وحول حقيقة اتهام تتار القرم بالتعاون مع الاحتلال النازي يضيف شكل تتار القرم النواة الصلبة للوحدات القومية الأكثر عددا التابعة للجيش الألماني فيرماخت مقارنة مع شعوب القوقاز وهذه حقيقة ولكن يجب الإقرار أيضا بأن الأمر يرجع إلى استمرار الوجود الألماني في القرم لفترة طويلة على عكس القوقاز ومع ذلك يعتبر أن التعاون مع الاحتلال النازي جاء ذريعة لا السبب المباشر لتهجير تتار القرم قائلا كانت سياسات نظام ستالين ترمي إلى تهجير السكان المشكوك في ولائهم من المناطق التي كان يعتبرها ذات أهمية استراتيجية ومنها القرم نظرا لاحتضانها قاعدة سيفاستوبول البحرية المطلة على البحر الأسود ولما ظل التهجير جرحا نازفا في قلوب تتار القرم لعقود وجدت هذه الأحداث التاريخية لنفسها مكانا في الفن والأدب التتاريين وتعد نافورة بخشي سراي واحدة من أشهر القصائد الرومانسية لأمير الشعراء الروس ألكسندر بوشكين الذي ألفها في عشرينيات القرن الـ19 تدور أحداثها في عهد خانية القرم وتعد من أبرز الأعمال الشعرية في تاريخ الأدب الروسي ونالت شهرة عالمية وفي قصة قصيرة بعنوان الانتقال يتناول الأديب الراحل المنحدر من بين تتار القرم نوزيت أوميروف عودة رجل في العقد السادس من عمره يدعى جودت بعد سنوات طويلة على التهجير إلى قريته في القرم لإعادة شراء منزل والديه حتى تتمكن أمه العجوز من قضاء أيامها الأخيرة فيه بعد عقود في المنفى وتجدر الإشارة إلى أن تتار القرم ليسوا الشعب المسلم الوحيد الذي هجر من أرضه بتهمة التعاون مع الاحتلال النازي إذ أجبرت السلطات السوفييتية نحو نصف مليون من الشيشانيين والإنغوش على مغادرة أرضهم في الجمهورية الشيشانية الإنغوشية السوفييتية ذاتية الحكم وذلك خلال عملية تهجير واسعة النطاق انطلقت في 23 فبراير شباط 1944

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح