تهامة معشوقتي السمراء كتب فهمان الطيار

المليحة السمراء تهامة ، البلاد التي أعشق وأحب ، لستُ من تهامة ولم أزرها قبل ، لكن حواسي الخمس وكل ما يجيش داخلي تهامياً وأنتمي اليها ، هذه المدينة المعجونة بالجمال ، الجغرافية التي ذكرتها النقوش الصخرية المكتوبة بالمسند اليمني .
بلاد القلاع والحصون الأثرية والمدن التاريخية ، كزبيد وبيت الفقيه ، حيس ، برع ، جبل رأس ، باجل ، التحيتا ، الزيدية ،
في كل شبر منها ، تاريخ ومجد وحضارة ، أرض النقوش والمخطوطات ، التي ترجع الى عصور ما قبل التاريخ ، مسكن العلماء والأولياء ، أرض عنترة وقومه .
صحيح أعشق اليمن طولاً وعرض ، لكن تهامة هي يمنيتي الضاربة جذورها في أعمق أعماقي ، وأن تكون تهامياً ، فأنت يمنياً خالصاً ، فهي الأشعرية الكهلانية والسبئية القحطانية المذحجية !
أنا لا أحبها كأرض وحسب ، أنا أعشق كل شيء فيها دون استثناء ، الإنسان والمكان ، حصيرها ، رملها ، خيامها ، فلها ، بلحها ، مزارعها ، عاداتها وتقاليدها ، لهجتها ، لباسها ، كل شيء فيها أتوق اليه ، فهي مني وأنا منها ، ولا شيء فيها لا يعشق ، هي اليمن كل اليمن من ساسها حتى أخمصها ، شأتم أم أبيتم .
درست الجامعة في عدن الحبيبة ، وصادفت تهامة هناك ، في وجه وملامح ولهجة زملائي في الدفعة ، نشوان وعمار ، أحببتهم وكنت ولازلت أكثر إنسجاماً وتلقائية معهم ، إذ كيف لشخص مثلي أن يلتقي تهامياً ، على ملامحه وجه هذه البلاد وعراقتها ، ووجه الأرض التي تحمل مجدنا وتاريخنا وحضارتنا ولا يحبه ، فأنا من تهامة وإذ لم أسكنها ، أصلي ومجدي وتاريخي ويمنيتي هناك
عموما؛
هل وجدتم بشر له أجنحة ويطير ، انظروا الى الصورة التي ارفقتها مع هذا الحب ، سترون أن زرانيق تهامة يطيرون دون أجنحة ، فوق سبعة جمال صفر ، أو فوق ما شئتم ، يطيرون وحسب ، وهذا ليس كل ما رأيتم
ارسال الخبر الى: