تهامة قلب الصراع الجغرافي والجوهرة المنسية في تحديد مستقبل اليمن
٢١ مشاهدة
المرصد /خاص
✍️🏻 كتب: عبدالمجيد زبح
تهامة، تلك الجغرافيا المنغمسة في غموض الزمان وجاذبية الفضاء، تتربع كمركز استراتيجي لا يمكن تجاهله في خريطة الصراعات العالمية. إنها النقطة الحمراء التي تجذب أنظار القرار السياسي وتحرك عواطف المنطقة، فهي ليست مجرد قطعة أرض بل هي المحور الرئيسي لتبادل النفوذ وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
تهامة، هي ليست فقط موطنًا للبشر والحيوانات، بل هي معبر حضاري يرتبط بتاريخ عريق وملتقى لثقافات متعددة. إنها الممر الحيوي الذي يربط بين بوابة المحيط الهندي والبحر الأحمر، ومن ميدي شمالًا إلى باب المندب جنوبًا، فهي تعتبر عين الصواب لكل استراتيجيات السلطة العالمية.
ومع ذلك، فإن تهامة تبدو كالغيمة السوداء في سماء الاهتمام الإقليمي، حيث يتجاهلها المجتمع الدولي بشكل مريب ويتناسى دورها الحيوي في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. فلم يلتق المبعوثون الدوليون بأبناء تهامة، ولم يُسمح لهم بالمشاركة برؤية تهامية في صناعة القرار، وهذا يعد إهمالًا سياسيًا خطيرًا يجب مواجهته بحزم.
إن غياب تهامة عن مشهد القرارات السياسية يشكل فجوة كبيرة في استراتيجيات السلام والأمن، فلا يمكن تحقيق أي تسوية دائمة في اليمن دون إشراك أبناء تهامة في العملية السياسية وتحديد مستقبل البلاد.
المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى واللاعب الرئيسي في المنطقة، عليها اتخاذ خطوات جادة لضمان حضور تهامة وتمثيلها بشكل فعال في المشهد السياسي. فتهامة تُعتبر العمق الاستراتيجي لها في الجغرافيا اليمنية، ولم يكن لها حضورٌ ملموسٌ في مجلس القيادة أو الحكومة أو السلك الدبلوماسي، يمثل أبناء تهامة. وبما أن المملكة هي راعية الحل في اليمن بالاشتراك مع المجتمع الدولي، فقد يتجاهل المجتمع الدولي أهمية تهامة. ومع ذلك، فإننا لا نرغب في أن تغيب تلك الجغرافيا عن اهتمام المملكة.
إن تهامة لها دور رئيسي في بناء مستقبل اليمن، ولا يمكن تحقيق السلام والاستقرار دون تمكينها والأخذ برؤيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مشروع بناء الدولة الحقيقية لكل أبناء اليمن
ويجب على المجتمع الدولي أيضًا أن يعيد النظر في سياسته تجاه تهامة، وأن يضع خططًا واضحة لتعزيز دورها
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على