عندما تنعدم الإنسانية

71 مشاهدة

الإنسانية مصطلح يعرف به الكائن البشرى الذي ميزه الله سبحانه عن سائر مخلوقاته بالعقل الذي هو الركيزة والأساس والذي به يلزم الإنسان بالتكاليف وبعدمه يسقط عنه التكليف فهو المركز الأول للإنسان الذي سيُسأل ويُحاسب، {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}..

لقد ميز الله الإنسان عن سائر مخلوقاته بالقلب ولا نعني بالقلب تلك العضلة التي تمد الإنسان بالحياة فهي موجودة عن كل الكائنات. ما نعنيه هو القلب الذي هو موقع ومكان نظر الله تعالى ففي صالحه المعنوي يصلح سائر الجسد وبفساده يفسد سائر الجسد.

فالقلب الصالح ينتج عنه الضمير الحيّ الذي يمنع الإنسان عن فعل أي تصرف لا تليق بالإنسان كخلفية لله في أرضه، فلا يقتل ولا يظلم ولا يسرق ولا يخون ولا يصدر عنه شيء مما لايمد للعقل والقلب والضمير والذي مُيز بها عن سائر المخلوقات وبها يُثاب وعليها يعاقب وبذلك يكون إنسان بمعنى كلمة إنسان.

ومن هنا نعرف أن الإنسانية ليست مجرد كلمة جوفاء أنها مفهوم واسع يحاول أن يصف أن تكون إنسانً وما يجب عليك تجاه أخيك الإنسان. الذي من حقه العيش بكرامة أين كان جنسه ولونه ودينه، وثقافته. هذا الحق يشمل الحرية الكاملة للإنسان وحمايته من كل أنواع الظلم، فالإنسانية هي عودة للعيش بكرامة ورحمة.

أما إذا انعدمت شعور الإنسانية وصار الإنسان مجرد جسد خالي من مشاعر والصفات ومجرد من الميزات التي أكرمه الله بها وأن وجدت ظاهريا فليس لوجودها معناه الحقيقي، {أَفَلَـمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}..

إذا عميت القلوب ولم تعد تعقل وتفرق بين الحق والباطل فلا فائدة من بقية الجوارح وأن كانت تعمل بالصورة الطبية فقد فقدت جانبها المعنوي والذي هو سر وجودها ومعناها الإنساني.

وعندما تفقد الإنسانية جوهرها السامي يخلق واقع مأساوي نرى فيه كلما لايمد لها بصلة وهو حقيقة ما نشاهده الآن من انعدام للضمائر وموت للقلوب وهي ترى ما يحدث في

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح