تقرير يرصد نتائج الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة بمحافظة لحج 2

الحلقة (2)
يعد موقع الصبيحة مثأر أطماع وصراعات للعديد من القوى محليًا ودوليًا، منطقة حيوية جيوإستراتيجة مهمة. شريط ساحلي تطل الصبيحة عبره على البحرين العربي والاحمر وعلى عصب وشريان الملاحة الدولية باب المندب، وهي تعد بمثابة خط الربط جنوبا بين آسيا وأفريقيا.
وتتموضع الصبيحة اليوم على جغرافيا خطوط النار، وتقدم التضحيات الجسام، على جبهات القتال الأولى من كرش إلى جبال طور الباحة والمضاربة والوازعية، وأعالي جبال كهبوب، مشكلة طوقا أمنياً وخط الدفاع الأول على مدن ومحافظات الجنوب وعاصمته، باذلة بذلك كل ما تملك من نَفّس ونفيسّ، في التصدي لهذا المشروع السلالي الكهنوتي البغيض، الذي يُشكل خطراً على محافظات الجنوب المحررة .
وعلى امتداد تلك المناطق النائية الشاسعة مترامية الأطراف، تُشكل الصبيحة ثلثي مساحة محافظة لحج أو تزيد، بين سهول وجبال وصحار، وعلى ساحل هو الأفضل جغرافياً يزيد طوله على اكثر من 160 - 180 كيلو متر من رأس عمران الى باب المندب .
ورغم موقعها الإستراتيجي الفريد، وما حباها الله به من طبيعة وأرض خصبة، وما تمتلكه من مقومات وثروات بحرية وزراعية وجبال وأراضي تكتنز في باطنها ثروات معدنية، لكنها أهُملت طيلة العقود الماضية، ولم تشهد أي تنمية حقيقة، وتُركت تقبع تحت جنبات الفقر والجهل والتخلف، ونالها الكثير من القسوة والإهمال المتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة، بل ظلت قوى الظلام ومافيات النهب تعبث بها وتغذي فيها الصراعات القبلية والثأرات والفوضى، التي استنزفت حياة الناس، وهذه مخططات ظلت لسنوات جاثمة على الصبيحة، ولا تريد تلك القوى أن يصلح حال الصبيحة أو يستقيم ويستقر حالها، وكأن قائل يقول دعوهم ينشغلون بأنفسهم ووضعهم وثأراتهم، لا نريد أي تنمية واي استفاقة ونهضة للصبيحة . وفي جوف أرضها تكتنز ثروات لا تتوفر بمكان ٱخر، لحين يتسنى لراسمي مخطط الصبيحة اتخاذ القرار بشأنها .
تفاجئك الصبيحة اليوم أرضًا وانساناً بسلام وأمن واستقرار ودعة أهلها، بعدما كنا نقراء ونسمع ونشاهد نقيضه خلال السنوات والأعوام الماضية، احداث مؤسفة تسبب بها البعض شوهت سمعة الصبيحة وابنائها وتاريخها النضالي، وجعل
ارسال الخبر الى: