تقاسيم الصبا أصداء خافتة في حياة عوض دوخي
ليلٌ واحد، هو الساعات الأخيرة من حياة الفنان الكويتي عوض دوخي، يشمل رواية دوخي.. تقاسيم الصبا (ذات السلاسل، 2025) للروائي الكويتي طالب الرفاعي. بالتحديد، ليلةُ 17 ديسمبر/ كانون الأول 1979، أو الساعات الأخيرة من إقامة أحدهم بين أهله ومحبّيه، بما تتركُ هذه اللحظة الملهمة، بطبيعتها، من شعور بفوات الزمن.
مع ذلك، يتناوب زمنان على سرد حكاية دوخي، أحدهما ثابتٌ في لحظة الموت، وهو يهيم في غرفة المحتضر، والآخر زمنٌ يَرجِع، كي ينسج الحكاية منذ بدايتها، لصبي توفي والده، بعد أن أرشده إلى عالم البحر، نهّاماً، بين البحارة. والنهّام، مغنٍ يرافق البحارة في الخليج العربي، في رحلاتهم للغوص بحثاً عن اللؤلؤ. هذه إشارةٌ بذاتها، إلى أنَّ النص أصلاً، بزمنه المُستعَاد، ينقسمُ إلى زمنين، أحدهما يسبقُ زمن النفط، والآخر يليه. إلا أنَّ نص الرفاعي، يفوّت هذه المفارقة الاجتماعية والسردية، ويكتفي بإشاراتٍ إلى قعود دوخي عن العمل، بسبب الانقطاع عن أعمال البحر مع اكتشاف النفط، إشارةٌ -مع ورودها-، إلا أنَّ دلالتها التي تجيء من فصام الزمن الخليجي، سُرعان ما تتراجع وترتد، لتقتصر على حياة دوخي، ولهذا ما يسوّغه على اعتبار الرواية، أساساً، عن عالم فنان الكويت، لا عنها.
رحلة مؤسّسة على الإلهام يضع المرض حدّاً لها في ذروتها
والنص رحلة دوخي، في الغناء، رحلة مؤسّسة على الإلهام الذي وضعهُ الأب، في وجدان ابنه، مثل لؤلؤة في محارة، إلا أنّ ما دفع تلك الرحلة، ذلك المركب، هو رفضُ أحد استديوهات التسجيل في الكويت، التسجيلَ له، بعد خسارته عمله في البحر، يؤدي في الاستديو أغنية يا من هواه أعزّه وأذلّني، والرفض يبني حكاية دوخي، بناءً تقليدياً لقصة نجاح في مجتمع متواضع: لحظة إلهام، وفشل، ومحاولات نجاح، ثم نجاح باهر، ومرضٌ يقتلُ التجربة في ذروتها.
على هامش هذه التجربة التي ترتبط بمسارِ نجاح مهني، تركز في جانبِ منها، على استقبال العرب لتجربة دوخي الغنائية، وذروة هذا الاستقبال والنجاح، يتمثّل في صلته مع أم كلثوم، بدءاً من سماعها لأغانيه، حتى أدائه فنّها بصوتٍ خليجي، أعطى تلك
ارسال الخبر الى: