ما الذي تغير بتحرير الخوخة قبل ثماني سنوات

50 مشاهدة

شكل السابع من ديسمبر 2017 تحولًا بارزًا في واحدة من أكثر المحافظات حساسية على ساحل البحر الأحمر، فبتحرير مديرية الخوخة، البوابة الجنوبية لمحافظة الحديدة، تغير مسار منطقة ظلت زهاء ثلاث سنوات رهينة لإرهاب مليشيا الحوثي، التي جعلت منها مساحة مغلقة بالخوف وانعدام الخدمات.

قبل التحرير، عاشت الخوخة حالة فراغ كامل للدولة؛ وظف الحوثيون القمع، في محاولة إخضاع المدينة، وانتشرت الجريمة والانتهاكات على نحو مروع، بما في ذلك جرائم القتل والاختطاف ومصادرة الممتلكات وتعطيل المرافق العامة، وهي ممارسات إجرامية لم تكن منعزلة عن سياق الحرب، لكنها في الخوخة اتخذت طابعًا يوميًا أفقد المدينة وظائفها الأساسية وأفرغها من مقومات الحياة الطبيعية.

علاوة على ذلك، شكل تحرير الخوخة أول اختراق كبير لجبهة الحوثيين في محافظة الحديدة، وهو ما منح القوات المشتركة موطئ قدم استراتيجياً على الساحل الغربي، إذ لم ينعكس هذا التحول عسكريًا فقط، بل أعاد ترتيب الخارطة الإدارية للمحافظة، لتتحول المديرية لاحقًا إلى عاصمة مؤقتة ومركز لعمل السلطة المحلية، في خطوة رمزية وواقعية أعادت فكرة الدولة، ولو جزئيًا، إلى منطقة ظلت خارجها ثلاثة أعوام.

لكن الأثر الأكبر للتحرير بدا في البعد الإنساني، فبالنسبة لسكان الخوخة، كان خروج الحوثيين لحقبة سوداء، ولنمط حياة قائم على الخوف، وقد خلق استعادة الأمن بوقت قياسي شعوراً بالطمأنينة بين المواطنين الذين عاشوا أهوال الخوف مع السيطرة الحوثية قبل ذاك، وهو عامل غالبًا ما يُهمل في تقييم نتائج العمليات العسكرية، رغم كونه الأساس لأي استقرار لاحق.

بعد ثماني سنوات، تبدو الخوخة أنموذجًا مختلفًا عما كانت عليه، فالانتقال من منطق التحرير إلى منطق ما بعد التحرير تجسد في مشاريع خدمية أعادت وصل المدينة بوظائفها الأساسية، الكهرباء، والصحة، والتعليم. هذه المشاريع، التي دعمتها دولة الإمارات ونفذتها المقاومة الوطنية ضمن أولويات ملحة، غيرت الواقع المعيشي بل وأسهمت في ترميم العلاقة بين المواطن والسلطة، وتعزيز حضور مؤسسات الدولة في منطقة عانت طويلًا مع المليشيا الحوثية.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع وكالة 2 ديسمبر لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح