عاجل عدن تغرق في الظلام 20 ساعة يوميا عجز كارثي 80 يهدد حياة المرضى

في مشهد مأساوي يحبس الأنفاس، تغرق مدينة عدن في ظلام دامس 20 ساعة من أصل 24، بينما يواجه سكانها كارثة كهربائية حقيقية مع عجز صاعق يبلغ 80% من احتياجات التوليد. مرضى يصارعون الموت بسبب انقطاع الكهرباء عن الأجهزة الطبية المنقذة للحياة، في أزمة لا تحتمل دقيقة تأخير إضافية.
الأرقام صادمة بكل المقاييس: 170 ميجاوات فقط متاحة من أصل 400 ميجاوات مطلوبة، أي نقص كارثي يعادل انقطاع الكهرباء عن 230 ألف منزل بالكامل. أم فاطمة، 65 عاماً، تروي معاناتها المرعبة: جهاز الأوكسجين الخاص بي يتوقف 20 ساعة يومياً، أعيش في رعب دائم من الموت خلال النوم. مصادر فنية من مؤسسة كهرباء عدن تؤكد أن معظم محطات الديزل والمازوت خارج الخدمة بسبب نقص الوقود المدمر.
هذه ليست مجرد أزمة عابرة، بل كارثة إنسانية تفوق في شدتها أزمة الكهرباء في لبنان خلال التسعينات. منذ بداية الصراع عام 2015، تراكمت المشاكل: تدمير البنية التحتية، نقص الوقود المزمن، وضعف الاستثمار في قطاع الطاقة. الخبراء يحذرون بشدة: الوضع كارثي والحل يحتاج استثمارات عاجلة قبل الانهيار الكامل كما يقول د. محمد العلوي، خبير الطاقة.
الحياة اليومية تحولت إلى جحيم حقيقي: أطفال ينامون في العراء هرباً من الحر الخانق، أدوية تفسد في ثلاجات معطلة، وطلاب يدرسون على ضوء الشموع. سالم التاجر يصف معاناته: أضطر لإغلاق محلي 16 ساعة يومياً، العمل شبه متوقف والخسائر مدمرة. المستشفيات تعمل بنظام الطوارئ فقط، بينما تتعالى أصوات إنذار الأجهزة الطبية المتوقفة. فرصة ذهبية تلوح في الأفق مع المساعدات القطرية والمبادرات الحكومية لتأمين الوقود، لكن السؤال المصيري يبقى: هل سيصل الحل قبل فوات الأوان؟
الوقت ينفد بسرعة مرعبة - عدن تقف على شفا الانهيار التام، والعد التنازلي بدأ فعلاً. المدينة التي كانت يوماً قلب اليمن النابض تحتاج تدخلاً عاجلاً قبل أن تتحول إلى مدينة أشباح. كم مريضاً آخر سيفقد حياته غداً بسبب انقطاع الكهرباء؟ ومتى سيتحرك العالم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
ارسال الخبر الى: