متى تعود إسرائيل إلى طورها

124 مشاهدة

منذ السابع من أكتوبر 2023، لم تعد إسرائيل كما كانت. فبعد الضربة القاسية التي تلقتها في ذلك اليوم، خرجت تدريجياً عن طورها، وتحوّلت من كيان مرتبك يخشى المجهول إلى كيان يمارس عنفًا منظّمًا يتجاوز كل القواعد. بلغ هذا الانفلات ذروته حين قصفت مقرًّا يُعتقد أنه كان يضم قيادات من حركة حماس في قطر — خطوة لم يكن من المتصور أن تُقدم عليها إسرائيل قبل سنوات قليلة.

ما نراه اليوم ليس سوى انتقال من مرحلة الخوف إلى مرحلة البلطجة الممنهجة، حيث تخلّت إسرائيل عن كل ضوابط الردع التقليدي. فقبل السابع من أكتوبر، كان حزب الله وحده قادرًا على فرض نوع من التوازن الردعي مع إسرائيل. أما الآن، فقد باتت الصورة مقلوبة؛ إذ يخشى الجميع من طول يدها وبطشها غير المتوقع، مستفيدة من غطاء أميركي كامل، ومن ظرف دولي مرتبك لا يملك أدوات الكبح.

ثلاث مراحل من العربدة الإسرائيلية

يمكن توصيف السلوك الإسرائيلي خلال العامين الماضيين بثلاث مراحل متعاقبة:

  • المرحلة الأولى — بلطجة محدودة النطاق:

بدأت باستهداف حركة حماس في غزة، ثم التوسع نحو سورية ولبنان بعد فتح حزب الله جبهة منضبطة ضمن قواعد محددة، وانتهت بضرب الحوثيين في اليمن. ورغم تجاوز هذه العمليات حدود الردع التقليدي، بقيت مقبولة نسبياً لدى الإدارة الأميركية السابقة في واشنطن، التي كانت تخشى انفلاتًا إقليميًّا يصعب احتواؤه.

  • المرحلة الثانية — بلطجة انتقالية:

مع انشغال الولايات المتحدة بالتحضير لانتخابات 2024، استغلت إسرائيل اللحظة لتنفيذ سلسلة اغتيالات، أبرزها استهداف الشهيد حسن نصر الله وقيادات بارزة في سبتمبر. كانت تدرك أن انشغال الحزبين الأميركيين بالانتخابات سيمنحها هامشًا واسعًا للمناورة. تجاوزت إسرائيل في هذه الفترة بعض قواعد اللعبة، ومهّدت لمراحل تصعيدية بانتظار ساكن البيت الأبيض الجديد.

  • المرحلة الثالثة — عربدة إقليمية:

بدأت فور تسلم الجمهوريين الحكم، مع إدارة أميركية شديدة الانحياز إلى إسرائيل. توسعت العمليات لتطاول إيران وقطر، بل وُجّهت تحذيرات مباشرة إلى أي دولة تستضيف قيادات حماس، بما في ذلك تركيا ومصر. في هذه المرحلة، تحوّلت إسرائيل من لاعب

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح