ما الذي تعلمه الأمريكيون في معركة البحر الأحمر
من الواضح أن نتائج معركة البحر الأحمر ستظل تطارد الولايات المتحدة لفترة طويلة، خصوصا في ظل استمرار الصراع الأوسع في الشرق الأوسط، ففي المرة التالية التي سترسل فيها البحرية الأمريكية حاملة طائرات جديدة لاستعراض القوة في المنطقة أو فرض الردع، سيكون على طاقمها أن يثبتوا أنهم تعلموا شيئا من تجربة خمس حاملات طائرات سابقة -إذا لم نحتسب الحاملة (نيميتز)- لم تستطع أن تحقق هدفا واضحا ومحددا هو ردع القوات المسلحة اليمنية أو حماية السفن التي وضعتها صنعاء في قائمة الأهداف، بما في ذلك السفن الأمريكية نفسها، وهو أمر لا يمكن للبحرية الأمريكية حتى الآن على الأقل أن تدعيه، فكل ما تعلمته يحتاج إلى وقت طويل جدا لتطبيقه، وبلا أي ضمانات للنجاح، باستثناء البقاء بعيدا عن المنطقة!
لطالما قال الأمريكيون إنهم يتعلمون الدروس من معركة البحر الأحمر، باعتبارها أكبر اشتباك بحري تخوضه البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، وأول معركة تشهد إطلاق صواريخ بالستية مضادة للسفن، وتشهد هجمات مستمرة ومباشرة على حاملات الطائرات، وفي يوليو الماضي – بعد انتهاء حملة ترامب على اليمن باتفاق سريع لوقف إطلاق نار ثنائي- تفاخر الأدميرال داريل كودل رئيس العمليات البحرية الأمريكية، بأن “منحنى التعلم في البحر الأحمر كان عظيما” لكن هذا التصريح لم يكن يتعلق بالوصول إلى حل للتغلب على القوات المسلحة اليمنية، بل فقط بإيجاد نوعا من التوازن في تكاليف العمليات، من أجل تقليل استنفاد الذخائر المكلفة التي تعتمد عليها السفن الحربية في مواجهة الصواريخ والمسيرات اليمنية.
لم تكن الرئيسة السابقة للعمليات البحرية الأمريكية ليزا فرانشيتي، أكثر قدرة من داريل على استخلاص دروس “استراتيجية” أهم فيما يتعلق بمعركة البحر الأحمر، فقد صرحت في نهاية 2024 بأنه “لا أحد يتعلم أكثر من البحرية الأمريكية” لكن كل ما كانت تستند إليه هو أن أحد بحارة المدمرة (يو إس إس ماسون) تمكن من التوصل إلى طريقة لاستخدام المدفع الآلي للمدمرة بشكل أفضل في مواجهة الطائرات المسيرة اليمنية، علما بأن هذا المدفع هو طبقة الدفاع الأخيرة للمدمرة، بعد
ارسال الخبر الى: