سورية تظاهرات السويداء تحيي ثوار الشمال وانشقاقات عسكرية في الجنوب
٧١ مشاهدة
في يوم يحمل عنوان جمعة تحرير سورية احتشد في السويداء مئات المحتجين اليوم الجمعة مجددين زخم الاحتجاجات فيما أعلن عدد من أفراد الجيش السوري انشقاقهم عن النظام وسط ترحيب شعبي ورفع المتظاهرون لافتات تحيي ثوار الشمال السوري وتطالب المجتمع الدولي بدعم تحركاتهم للقضاء على نظام بشار الأسد الذي رفض كل الحلول السلمية والقرارات الدولية مشيرين إلى قرب الخلاص من هذا النظام كما أعاد محتجون إتلاف صور الأسد التي كانوا قد أتلفوها خلال الأشهر الماضية وأعادت بعض المؤسسات الحكومية ترميمها في تأكيد على أن حقبة عبادة الرموز انتهت كما يقول الناشط الإعلامي هاني عزام لـالعربي الجديد بعد إتلاف صورة الأسد على واجهة مبنى مديرية الثقافة في السويداء من جهته يشير الناشط المدني عدنان أبو عاصي لـالعربي الجديد إلى أن تظاهرتنا اليوم في السويداء هي احتفال بما يجري في سورية من تحرير لمناطق الشمال والوسط السوري من حكم الاستبداد ومن حصار وضغط لإجباره على القبول بالحل السياسي ويضيف أبو عاصي أن الخطاب الوطني الجامع وعودة المهجرين إلى بيوتهم وحماية المدنيين والوصول إلى الدولة الوطنية على أسس المواطنة الكاملة هو الخطاب الذي تصدر الحراك والثورة الحالية وهذا أمر مبشر ويندد الناشط بالأصوات التي تدعو للانفصال عن قوى الثورة السورية مطالبا بتحييد السويداء عن أي مشاريع تدعو للإدارات الذاتية مشددا على أن كل أهالي السويداء يرفضون بشكل قاطع ما يتداوله البعض عن فصل مصير المحافظة وحراكها الشعبي المستمر منذ حوالي العام وأربعة أشهر عن مصير قوى التحرر في سورية ويضيف ما نراه وننتظره من شركائنا في الوطن التعالي على الجراح والعمل على لم شمل السوريين بحكومة إنقاذ وطنية فلا حل للمسألة السورية إلا بالحل الوطني المستدام والذي يبدأ بالتخلص من السلطة القائمة وتقديم المجرمين بحق الشعب إلى العدالة والانتقال السياسي وفق القرار 2254 وصولا إلى بناء الدولة الوطنية دولة القانون والعدالة دولة المواطنة أما الناشطة الحقوقية سلام عباس فتقول لـالعربي الجديد إن هذه الجمعة تبعث على التفاؤل حيث ازدادت أعداد المطالبين بالحرية بعد أشهر قليلة من الانحسار وهذا يؤكد أن المواطنين وصلوا إلى حد لا يطاق من الاحتقان ضد السلطة الحاكمة وبدأوا يكسرون حواجز الخوف مجددا وتشير عباس إلى أن الدعوات إلى يوم الجمعة المقبل بدأت من اليوم وأنه من الممكن أن يتم تنفيذ اعتصامات وقطع للطرقات خلال الأيام المقبلة وفق مصادر من قرى وبلدات المحافظة كما أصدرت القوى السياسية والحراك السلمي مع عدد من الفصائل في السويداء بيانا أعطت فيه مهلة مفتوحة لعناصر الأفرع الأمنية للانسحاب من السويداء بشكل سلمي مع منح الأمان لكل من ينشق ويبقى داخل المحافظة أو من يرحل منها ويقول أحد قادة الفصائل المحلية المسلحة لـالعربي الجديد إن هذه الأفرع الأمنية لم تكن في يوم من الأيام مبعث أمن وأمان للمواطنين بل على العكس تماما كانت منبعا للفتنة وداعما لكل من سولت نفسه العبث بأمن المحافظة ويضيف آن الأوان كي يرحلوا عن المحافظة ونحن مستعدون لاستقبال أي عنصر يقرر العودة إلى الشعب بالانشقاق عن هذه المنظومة القمعية الفاسدة ومضافاتنا وقلوبنا مفتوحة لأي أحد يعود إلى جادة الصواب منهم بالنهاية هم سوريون وهم أبناؤنا كما دعا البعثيين في المحافظة لإغلاق مقارهم بشكل نهائي فلم يعد هنالك لحزب البعث مكان في السويداء لأنه فقد أهليته وشعبيته منذ أن تواطأ على المدنيين في سورية مع السلطة الحاكمة وهو غير مرحب به في السويداء بعد اليوم بحسب المصدر مشددا على استمرار حراك السويداء بسلميته حتى رحيل نظام الأسد ويرى الناشط المدني ربيع الدبس في حديث مع العربي الجديد أنه نستطيع أن نقول إن السويداء خلال السنتين الأخيرتين أحدثت فرقا وجددت الأمل بالتغيير وغيرت كل ملامح المنطقة وقد نجح الحراك فيها بمدنيته وبخطاباته المتقدمة واحترامه للتنوع ويتابع لكن ما تبقى بصراحة هو وجوب العمل على إنهاء رموز النظام من المحافظة والبدء بتسيير أمورها بالتعاون مع المجتمع المدني نستطيع هنا التركيز على ثلاث نقاط أولها الخلاص من الاستبداد بكافة أشكاله وهذا ما يحدث اليوم والتركيز على وحدة التراب السوري والسعي نحو دولة علمانية ديمقراطية وبالتوازي مع التظاهرة المركزية اليوم شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء إعلان انشقاق اثني عشر عسكريا من إحدى قطع جيش النظام في بداية لحركة انشقاقات مرتقبة من عناصر الجيش والأفرع الأمنية التابعة للنظام في المحافظة وقد أخذت الفصائل المحلية على عاتقها حمايتهم وتأمينهم إلى محافظاتهم إلى ذلك حث الناشط المدني عماد العشعوش المحتجين على تشديد الحصار على السلطات الأمنية في المحافظة ودفعها للانسحاب الكيفي قبل أن تخرج السيطرة من أيدي المحتجين السلميين وطالب المحافظ والفروع الأمنية بالجلاء عن محافظة السويداء مؤكدا أن أياما قليلة تفصل الحراك الشعبي عن الانقسام بين مشجع للعمل السلمي وآخر للعمل الأمني في سبيل تحرير المحافظة من السلطات الأمنية وأضاف العشعوش على الرغم من أننا أقل المحافظات تعرضا للقمع والاستبداد والدمار والتهجير ولكننا نشعر بالنصر والفرح مع كل عائد إلى منزله وأرضه في حلب وحماه ومدن سورية ولا ينتابنا أي شك بقدرة أحرار الشمال السوري على السعي إلى بناء وحدة وطنية ودولة القانون التي يحلم بها الشعب السوري منذ عشرات السنين