تطور نوعي بأعمال المقاومة الفلسطينية في طولكرم وجنين
٨٤ مشاهدة
كان من اللافت التطور النوعي الذي تنفذه تشكيلات المقاومة الفلسطينية وكتائبها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم وجنين شمال الضفة الغربية فيما تحاول قوات الاحتلال فرض الردع باستهداف المقاومين واغتيالهم لكن المقاومة تنمو مع كل عملية اغتيال يتم تنفيذها ولجأت قوات الاحتلال إلى القصف من الجو بعد تعرض قواتها على الأرض لخسائر فادحة مؤخرا بعد اعتماد المقاومة الفلسطينية على العبوات الناسفة محلية الصنع شديدة الانفجار فقد أقر الاحتلال بمقتل ضابطين وإصابة 17 آخرين في جنين وطولكرم بعد استهدف ناقلات الجند من نوع نمر بعبوات زرعت في طريقها قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين أمس الجمعة وحاصرت منزلا يبعد عشرات الأمتار عن معسكر تابع لجهاز الأمن الوطني الفلسطيني المعروف بـحرش السعادة وقصف الاحتلال المنزل بقذائف الأنيرجا ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه ومن ثم احتراقه واستشهاد الشاب همام أسعد حشاش واحتجاز الاحتلال لجثمانه واستشهاد شقيقه حارث الذي احترق جثمانه وتقطعت أشلاؤه ووفق مصدر طلب عدم ذكر اسمه في حديث لـالعربي الجديد فإن الشهيد همام حشاش هو أحد عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وقد شارك رفقة الشهيد نضال العامر ابن سرايا القدس في تنفيذ عملية التفجير المزدوج لناقلتي الجند التي قتل فيها مسؤول وحدة قنص وأصيب 17 آخرون قبل نحو أسبوع في جنين وبالتزامن مع حصار المنزل قصفت طائرة استطلاع منزلا في مخيم جنين كان فيه عدد من المقاومين ما أسفر عن استشهاد أربعة مقاومين أبرزهم الشهيد أحمد باسم العموري الذي أفرجت سلطات الاحتلال عنه من سجونها قبل نحو شهرين وهو شقيق الشهيد جميل العموري مؤسس كتيبة جنين الذي استشهد في 10 يونيو حزيران 2021 ولا يزال الاحتلال يحتجز جثمانه كما أسفر الهجوم عن استشهاد الكادر في كتائب القسام في جنين ياسين أحمد العريدي والشهيدين قصي هزوز وفؤاد الأشقر وأطلق قناص الرصاص على المواطن محمد محمود جبارين 54عاما خلال تواجده على سطح منزله في المخيم ما أدى إلى استشهاده ما رفع حصيلة الشهداء في جنين إلى سبعة وفي طولكرم وخلال 72 ساعة من الأول حتى الثالث من الشهر الجاري نفذ سلاح الجو الإسرائيلي 3 غارات استهدف فيها مقاومين في مدينة طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس للاجئين الفلسطينيين التابعين لها ما أدى إلى استشهاد أحد قادة كتيبة طولكرم المقاوم سعيد جابر وأربعة مقاومين من الكتيبة يزيد صاعد شافع ونمر أنور حمارشة ومحمد ياسر شحادة ومحمد حسن غنام إضافة إلى ثلاثة شهداء من الأهالي علما بأن الشهيد محمد شحادة هو شقيق الشهيد ليث شحادة وكذلك غنام له عم استشهد في الانتفاضة الثانية وحمارشة ارتقى أيضا شقيق له قبل فترة وجيزة وعن الشبان الأربعة الذين ارتقوا مؤخرا فهم عناصر من كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس التي تشكلت في مخيم نور شمس بعد استشهاد سيف أبو لبدة قبل نحو عامين في مخيم جنين وانخرطت الكتيبة في عمليات التصدي بداية لاقتحامات الاحتلال ثم تطور العمل لتنفيذها عمليات إطلاق نار تجاه الحواجز العسكرية ومعسكرات جيش الاحتلال وتجاه المستوطنات المقامة في مناطق التماس بين طولكرم والداخل المحتل ومن ثم زرع وتفجير عبوات ناسفة وهذا شكل نقلة نوعية في إثبات وجودها وتعاظم تأثيرها خاصة بعد تفجير عبوة أثناء مرور مركبة للمستوطنين قرب مستوطنة حومش بين نابلس وجنين قبل نحو عام أسفرت عن إصابة مستوطن بجراح خطيرة وتضرر المركبة بشكل كبير ووفق المصدر فإن الشهداء الأربعة عملوا على شكل عقدة قتالية إذ كانوا ينفذون مهامهم بشكل جماعي لكنهم اشتهروا بقدرتهم على زرع العبوات الناسفة التي انفجرت إحداها في ناقلة جند قبل عدة أيام خلال عدوان الاحتلال على مدينة طولكرم ما أسفر عن مقتل ضابط كبير وإصابة آخر بجروح حرجة للغاية وتدمير المركبة وهي من نوع نمر بشكل كامل وبعد انسحاب الاحتلال عاود الشبان عملهم في زرع العبوات وخلال قيامهم بالتحرك وسط ساحة المخيم رصدتهم طائرة استطلاع إسرائيلية وقصفتهم بثلاثة صواريخ ما أدى إلى استشهادهم على الفور ويؤكد المصدر بالتالي نتحدث عن تراكمية لدى الأسر فلا تكاد تجد عائلة إلا وبها شهيد فقد قدمت طولكرم منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي 116 شهيدا وهذا رقم كبير وطاول معظم العائلات تقريبا تطور نوعي بأعمال المقاومة الفلسطينية في طولكرم ويقود الفعل المقاوم في طولكرم ومخيماتها عدة تشكيلات أبرزها كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى مجموعات الرد السريع وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ومجموعات جند الله ويقول مصدر في المقاومة الفلسطينية من طولكرم لـالعربي الجديد طلب عدم كشف هويته إن هذه التشكيلة بالمسميات المعروفة أو الجديدة تحظى بقبول بين الفئات المجتمعية المختلفة وتحديدا الشابة التي تلتحق بها بشكل متزايد نظرا لغياب الأفق السياسي أولا كما أن العدوان على غزة سرع من تعاظم وقوة هذه المجموعات لكن العامل الحاسم هو العنف الشديد الذي يتعامل به الاحتلال مع الفلسطينيين عامة والمناطق التي توجد بها كتائب للمقاومة وهنا يجد سكانها أنفسهم منخرطين في الرد بكل أشكاله ويشير المصدر إلى أن طولكرم لحقت بركب المقاومة الفلسطينية التي انطلقت في مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس وامتدت إلى مناطق جغرافية أوسع في الضفة والشمال تحديدا وظهرت مجموعة الرد السريع التي أسسها الشهيد أمير أبو حليمة ثم ظهرت للعلن كتائب القسام التي كان عناصرها يعملون في السر وضمن المجموعات الفاعلة لحساسية ظروفهم في الضفة موقع طولكرم الجغرافي موقع طولكرم الجغرافي يلعب دورا هاما مع تنامي أعمال المقاومة الفلسطينية فيها حيث يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق لـالعربي الجديد إن الفعل المقاوم في طولكرم آخذ في التطور المتسارع وموقعها يلعب دورا كبيرا في هذا فهي على التماس تماما مع الأراضي المحتلة عام 1948 ما أكسبها أهمية وتأثيرا ميدانيا إلى الحد الذي دفع بوزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش إلى زيارة مستوطنة بات حيفر شمال طولكرم التي تتعرض في الآونة الاخيرة لعمليات متزايدة من إطلاق النار والقريبة جدا من ضاحية شويكة التي خرجت الشهيدين القساميين أشرف نعالوة وتامر فقها وكان سموتريتش قال إن الجيش قادر على جعل طولكرم مثل غزة ووفق القيق فإنه منذ لحظة تصريحات سموتريتش تكثفت عمليات جيش الاحتلال من خلال الاقتحامات الواسعة والاغتيالات عبر الجو وهذا يتوافق مع الرؤية الأمنية الإسرائيلية بمضاعفة القصف الجوي ويشير القيق إلى أن جيش الاحتلال يدرس إعادة استخدام المدرعات الثقيلة في الضفة نظرا لقدرة العبوات محلية الصنع على إلحاق أضرار فادحة بالآليات المستخدمة حاليا خاصة ناقلة الجند المدرعة المعروفة بالنمر وتتسع لنحو 14 جنديا هي صناعة أميركية بتحصين وتسليح إسرائيلي وتبلغ تكلفتها أكثر من ربع مليون دولار ما وجه ضربة قاصمة للصناعات العسكرية الإسرائيلية مقاومة شرسة في شمال الضفة ويؤكد القيق أن قوات الاحتلال تواجه اليوم خلال اقتحاماتها اليومية لشمال الضفة المحتلة مقاومة عنيفة تزداد قوة مع تطور وسائل المقاومة في استمرار لحالة نضالية بدأت قبل معركة طوفان الأقصى وتعتبر الأكثر شراسة منذ نهاية انتفاضة الأقصى وشكلت العبوات الناسفة السلاح الأكثر فتكا في يد المقاومة الفلسطينية التي تعمل على سلب الاحتلال حريته بالحركة في الضفة وهي المعادلة التي حاول ترسيخها بعد عملية السور الواقي عام 2002 ويضيف القيق أظهرت الاقتحامات الأخيرة حجم الصعوبة التي يواجهها جيش الاحتلال في عملياته العدوانية مفندة رواية الاحتلال التي تدعي قدرة الجيش على العمل في كل مكان بكل حرية وسهولة حتى بات أي اقتحام لمدن شمال الضفة الغربية يكلف هذا الجيش خسائر مادية في المعدات العسكرية وخسائر بشرية في صفوف جنوده جراء العبوات الناسفة التي تصنعها المجموعات المقاومة هناك وبحسب ما نشره الإعلام العبري فإن تكثيف القصف الجوي بالطائرات المسيرة جاء بعد تزايد استهداف آليات الاحتلال بالعبوات الناسفة وقالت صحيفة يسرائيل هيوم تدرك قيادة الجيش أنها أمام معضلة وأن المقاومين في شمال الضفة يراقبون أداء الجيش ويحسنون من أدائهم مستخدمين عبوات ناسفة أكبر حجما وأشد تأثيرا ما يجعلها تشكل خطرا مميتا على الجنود ويستعين جيش الاحتلال بآليات ثقيلة من أجل الكشف عن العبوات الناسفة بالإضافة إلى قيامه بعمليات مسح لبيوت ومواقع من أجل جمع الأسلحة والمتفجرات على أنواعها ووفق قناة كان العبرية فإن جيش الاحتلال يستعين بجرافات مصفحة من نوع D9 لتجريف الشوارع قبل اقتحام الآليات الأخرى وذلك حتى تنفجر هذه العبوات بالجرافات ولكن هذا لا يكفي أحيانا فالمقاومون يستخدمون طرقا أكثر تطورا لزرع العبوات ما يسبب صعوبة في اكتشافها وتفجيرها قبل وصول الآليات التي تحمل الجنود