هل يفك تطبيق قانون الجزر عزلة قرقنة التونسية

٣١ مشاهدة
كانت الشابة التونسية نوران 27 سنة تنتظر الولادة في مطلع مايو أيار الماضي وعندما داهمتها آلام المخاض نقلت إلى المستشفى الجهوي في جزيرة قرقنة حيث كشفت الفحوص أنها مصابة بنزيف يستدعي تدخلا جراحيا عاجلا وقد فقدت على أثر ذلك جنينها قبل أيام من ولادته بعد التدخلات الأولية للفريق الطبي في المستشفى الجهوي تقرر نقل نوران إلى المستشفى الجامعي بمدينة صفاقس التي تبعد عن قرقنة نحو 18 ميلا بحريا يقول أحد أفراد عائلة نوران لـالعربي الجديد إن نقلها عبر العبارة التي يطلق عليها محليا اسم اللود والتي تؤمن الرحلات البحرية بين الجزيرة وصفاقس كان شديد الصعوبة فالمسافة بين الجزيرة واليابسة تستغرق نحو 75 دقيقة يضيف رغم مخاطر الرحلة على صحتها لم يكن هناك حل آخر سوى أن تستقل سيارة الإسعاف لنقلها في الرحلة البحرية إلى مستشفى صفاقس الذي وصلت إليه في وضع شديد الخطورة وأنقذت في الدقائق الحاسمة التي كانت فيها بين الحياة والموت وتعد نوران واحدة من مئات الحالات التي شهدتها جزيرة قرقنة التي يشكو سكانها العزلة نتيجة صعوبة التنقل إذ يعد اللود وسيلة النقل الوحيدة التي تربط الجزيرة بمحيطها ويعبر السكان عن غضبهم من تواصل حالة العزلة التي يعانون منها بسبب غياب وسائل التدخل في الحالات الطارئة مطالبين بتوفير مروحيات ووسائل نقل عائمة سريعة لتسهيل الحركة بين الجزيرة واليابسة كما جدد نشطاء في المجتمع المدني المطالبة بتطبيق قانون الجزر على منطقتهم ويتكون أرخبيل قرقنة من جزيرتين رئيسيتين مأهولتين و12 جزيرة صغيرة ويقول الرئيس السابق لجمعية أطفال الجزر سهيل دحمان إن قانون الجزر عرض على البرلمان قبل سنوات وكاد أن يحظى بالمصادقة بعد أن أقره 102 نائب مؤكدا لـالعربي الجديد أن المطالبات بإعادة النظر في مشروع القانون مستمرة وهو ثمرة عمل منظمات مدنية في كل من جزيرتي قرقنة وجربة وسيمكن إقراره من المساعدة على فك عزلة الجزر وتوفير الخدمات الأساسية للنقل والتدخل في الحالات الطارئة ومن بينها توفير طائرة عمودية وسيارة إسعاف عائمة ويضيف دحمان وسائل النقل السريع يمكن أن تختصر المسافة من الأرخبيل إلى صفاقس من ساعة و15 دقيقة عبر اللود إلى 15 دقيقة عبر الطائرة العمودية أو سيارة الإسعاف العائمة أدت العزلة المفروضة على قرقنة إلى موجات هجرة نحو صفاقس ما يهدد الدورة الاقتصادية والاجتماعية في الأرخبيل الذي يختص بميزات قد تجعل منه وجهة سياحية عالمية ويعتبر الصيد النشاط الاقتصادي الرئيسي في أرخبيل قرقنة وهو يمارس على نطاق واسع وفقا للتقاليد القديمة إذ تضم الجزيرة ما يزيد عن ألفي قارب صيد وهو ما يمثل نحو ثلثي أسطول الصيد في ولاية صفاقس كلها وتعد جزيرة قرقنة من بين المناطق التونسية التي تنشط فيها حركة الهجرة السرية باتجاه إيطاليا إذ يستغل منظمو رحلات الهجرة اتساع رقعة الشواطئ لتسيير الرحلات في اتجاه الضفة الشمالية للبحر المتوسط ويقول الناشط المدني هشام الحاجي إن تطبيق البنود الكاملة لقانون الجزر سيكون مهما في الحد من تداعيات العزل الذي تعاني منه المنطقة والذي يزعج أهلها الذين تحدد رحلات اللود نسق حركتهم اليومية موضحا لـالعربي الجديد أن قانون الجزر يشابه العرف الجاري على المستوى العالمي والذي يوظف قاعدة التمييز الإيجابي لمنح سكان الجزر بعض الامتيازات خاصة في معدلات الضرائب حتى يعوض نسبيا كلفة العيش في الجزر ويسهم في استقرار السكان فيها وعدم مغادرتها يضيف الحاجي اكتفت تونس بتطبيق جانب بسيط من قانون الجزر في فترة ما قبل الثورة حين اتخذت السلطات قرارا يقضي بمجانية تنقل القاطنين في قرقنة إلى صفاقس وتوفير طائرة عمودية للحالات العاجلة بعد الثورة عادت المطالبات بتطبيق قانون الجزر وتشكلت تحركات جمعت منظمات وجمعيات مدنية من كل من جزيرتي قرقنة وجربة واستندت إلى الضرورة التنموية لقاعدة التمييز الإيجابي التي نص عليها دستور 2014 يتابع قانون الجزر يمكن أن يساهم في إعطاء نجاعة أكبر لسياسات التصدي للهجرة السرية خاصة أن قرقنة تستخدم نقطة عبور نحو الضفة الشمالية للمتوسط ويؤكد المتحدث باسم منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر لـالعربي الجديد أن التنقل من جزيرة قرقنة وإليها لم يعد متاحا لجميع المواطنين إذ بات العبور يحتاج إلى ما يشبه التأشيرة الداخلية بسبب تضييقات أمنية تفرضها السلطات على المسافرين في إطار خطة للحد من الهجرة السرية وأحيانا تفرض السلطات الأمنية قيودا على قاصدي الجزيرة للحد من تدفق المهاجرين نحو السواحل الإيطالية انطلاقا من شواطئ الأرخبيل

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح