تضامنا مع الحكم القطري محمد الشريف

بقلم/ فتحي أبو النصر
تضامنا مع الحكم القطري محمد الشريف .. حين يصير العشب منصةً للجنون: رسالة في فضيحة كروية بثوب عماني .
اندلعت مباراةٌ كانت مرشحة أن تكون لحظة ناصعة من مجد الخليج الكروي، فإذا بها تتحول إلى مرآة مكسورة تعكس قبحا خفيا تحت شعارات الميثاق واللعب النظيف.
فهناك، في نصف نهائي بطولة كأس الخليج للشباب، انتصر اليمن، نعم، لكن الخسارة الكبرى كانت للأخلاق للمدرب العماني ، للرياضة ذاتها.
تأهلت اليمن إلى النهائي بعد فوزها على عمان بهدفين نظيفين. إنجاز جميل، لا يُنكر. ولكن يا للعار: لم تكن النتيجة وحدها ما يُدون في دفاتر التاريخ بل تلك اللقطة الدرامية الخارجة عن النص، حين انفجر حارس منتخب عمان، محمد البكري، في وجه الحكم القطري محمد الشريف، وكأننا نشهد مسرحية عبثية من إنتاج أنظمة لا تفرق بين الرياضة والسلطة. ثم انتحر لاحقاً مدرب المنتخب العماني نفسه.
ولكن أيُعقل أن يكون هذا المشهد الصادم هو آخر ما تبقى من الذوق الكروي؟
أيُعقل أن يتحول المدرب العماني إلى قاض رياضي فيحول الحكم القطري إلى ضحية تهديد وشتيمة ؟
إنها نُذُر شؤم على أخلاق الملاعب الخليجية، وكأننا في حقبة ما بعد الرياضة، فيما الانتماء للفانيلة صار أهم من الانتماء للعدالة.
فيما يفترض باتحاد كرة القدم في عمان إقالته ومنعه من تدريب المنتخب.
طبعا الحكم لم يكن سيئا.و لم يكن ملاكا، لكنه لم يخطئ حد الإعدام الإعلامي الذي تعرض له. احتسب ركلتي جزاء، واحدة لليمن وأخرى لعمان، وطرد لاعبا عمانيا بعد اعتداء سافر، لا يحتاج فيه الڤار إلى أكثر من عينين بشريتين. ومع ذلك، خرج علينا من يندب الحظ، لا لأن فريقه خسر، بل لأن الحكم لم يساهم في تغطية الفشل بفوضى التحكيم.
ولقد صارت المباريات منصات للتنفيس السياسي، وصار الحكام هدفا سهلا في ملاعب العار اللفظي، إذ تنفجر الخيبات الوطنية في وجوه صافرات لا تملك حراسات شخصية.
فاي فلسفة رياضية هذه التي تجعل الحارس والمدرب يهين من يفترض أنه ضامنٌ للعدالة؟ أهذا احتجاج رياضي؟
ارسال الخبر الى: