تضاؤل آمال بدو السويداء النازحين في العودة بعد اشتباكات طائفية
عندما اندلعت أعمال عنف واسعة في محافظة السويداء جنوبي سورية في يوليو/تموز الماضي، وجدت عائلة صبيح نفسها وسط دوامة من الخوف والاضطراب. يقول أفراد العائلة إن مسلحين اقتادوهم مع آخرين إلى مدرسة في المنطقة واحتجزوهم لعدة أيام، قبل أن يحاولوا الهرب إثر اختفاء الحراس، لتتعرض المجموعة لإطلاق نار أدى إلى مقتل عدد منهم، بينهم ابنتهم ملك (20 عاما) التي كانت تستعد للزفاف في اليوم التالي.
اليوم تعيش العائلة المكونة من عشرة أفراد في قرية نوى بمحافظة درعا، حيث يعملون في حقول أحد المزارعين الذي وفر لهم مأوى مؤقتا. وهي واحدة من عشرات العائلات التي نزحت خلال أسبوع واحد من المواجهات التي أنهت حالة تعايش استمرت لعقود بين العشائر البدوية والدروز، وأسفرت وفق منظمات متابعة عن مئات القتلى والنازحين.
وتشير روايات شهود ونازحين إلى أن تلك الأحداث مثّلت أكثر فصول العنف حدة منذ سقوط النظام السابق، مما أشعل توترا في وقت تسعى فيه الحكومة الجديدة جاهدة لبسط سيطرتها. ورغم مرور أشهر على تلك الأحداث، لا يلوح في الأفق أمل يذكر في عودة قريبة للنازحين البدو إلى السويداء مع استمرار حالة الخوف والعداء ومظالم قائمة لدى الجانبين.
ويقول زعماء من الدروز تحدثت إليهم رويترز إنهم حاولوا حماية عائلات البدو، ونفوا وجود حملة لتهجيرهم وطردهم. لكن قياديا كبيرا لإحدى الجماعات المسلحة الدرزية قال إن عودة البدو غير مقبولة في الوقت الحالي، وقال طارق المغوش القيادي في الحرس الوطني الذي شكلته حديثا جماعات مسلحة موالية للهجري للدفاع عن الدروز إن عودة البدو إلى السويداء حاليا هي أمر مرفوض تماما على مجتمع السويداء....
ونفى أن تكون جماعات مسلحة درزية قد شنت هجمات على مدنيين من البدو، وتساءل كيف تمكنت عائلة صبيح من معرفة من أطلق النار عليهم وسط الاشتباكات. وأضاف أن من الدروز أيضا من ينتظرون العودة إلى ديارهم بعد تهجيرهم من أكثر من 30 قرية باتت تحت سيطرة الحكومة.
وفي بيان لرويترز، قال مكتب الهجري إنه حظر الاعتداء على البدو ووصفهم بأنهم جزء أصيل
ارسال الخبر الى: