تصليب الموقف العربي يوقف الحرب

٢٠٣ مشاهدات
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية نوفمبر تشرين الثاني المقبل ومع اشتداد الحملة الانتخابية في هذه الآونة تصبح مواقف المترشحين أكثر التصاقا بدولة الاحتلال وقد لوحظ أن دونالد ترامب الذي خصص من قبل حيزا ضيقا لمحاباة تل أبيب في حملته قد أخذ يعلن مواقف من قبيل أنه سيلجأ إلى سحق احتجاجات الجامعات المؤيدة للعدالة في فلسطين ما إن يعود إلى البيت الأبيض مجددا فيما يتعرض جو بايدن لقاء خلافاته التكتيكية المحدودة مع بنيامين نتنياهو لحملة من أوساط هذا الأخير عنوانها تفضيل تل أبيب منافسه عليه وذلك من أجل الضغط عليه لاتخاذ مواقف أكثر تطابقا مع حكومة نتنياهو ومع حرب الإبادة على غزة وقد بدأت تؤتي هذه الحملة ثمارها في دفاع كبار الناطقين الأميركيين عن اقتحام مدينة رفح واستهداف المدنيين فيها بالقول إن العملية ما زالت محدودة علما أن هذه المدينة محدودة في مساحتها إذ تبلغ نحو سدس مساحة قطاع غزة لكنها ضمت أكثر من نصف عدد سكان القطاع عشية الهجوم عليها في وقت سابق من مايو أيار الماضي وهذا الوصف بمحدودية العملية على دفعات وبالقصف من البر والجو جاء بعدما عبر البيت الأبيض عن حزنه لاستهداف خيام النازحين حزن مزعوم أقرب إلى دموع التماسيح إذ لا يترتب عليه أي أثر سياسي ومن المقدر أن يتواصل اقتراب المترشح بايدن من محددات سياسة نتنياهو في الأشهر الباقية إذ رفض المترشح الديمقراطي الرئيس الحالي سماع أصوات مئات الموظفين والمسؤولين في الخارجية وفي مواقع رسمية كما رفض سماع أصوات الأجيال الشابة في الحزب الديمقراطي فضلا عن المحتجين في الشوارع من مختلف الفئات بمن فيهم أميركيون يهود تدعو إلى وقف الحرب على غزة مفضلا الإصغاء للمنظمات الصهيونية الناشطة والتقيد برؤاها ما يجعل بايدن أسوأ رئيس ديمقراطي في تعامله مع أزمة الشرق الأوسط منذ نحو ربع قرن وذلك مقارنة بالرئيسين الأسبقين بيل كلينتون وباراك أوباما وقد حسم الرجل الأمر حين كشف عن وجهه الأيديولوجي بإعلان صهيونيته ما جعله رئيسا مطيعا للمحافل الصهيونية ومن غير أن يتورع عن رعاية حرب الإبادة ما يجعل الهوة واسعة بينه وبين كلينتون الذي أوقف حرب الإبادة في البلقان في أواخر التسعينيات كما لا يتورع الرجل الثمانيني عن النيل من الأمم المتحدة ممثلة بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا ومحكمة العدل الدولية وهو ما سوف يحفز زعماء آخرين في عالمنا للتمرد على الشرعية الدولية اهتداء بـالمسار السليم لسيد البيت الأبيض قائد الدولة العظمى تصليب الموقف العربي باتجاه اتخاذ إجراءات ملموسة من شأنه أن يشكل عنصرا حاسما لوقف الحرب وبينما ارتبطت السياسة الأميركية منذ العام 2001 بمكافحة الإرهاب فإن جو بايدن لا يتردد ومن دون أدنى ذرة خجل في دعم إرهاب الدولة الإسرائيلية ضد المدنيين ومرافق الحياة المدنية وانتهاكها لسائر القوانين الدولية الإنسانية والاستبسال من أجل منع محاسبتها وبما يهدم حقا قواعد السياسة الدولية والنظام الدولي ومن ذلك تحويل مجلس الأمن منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي مجلس حرب وذلك إرضاء لشركائه في تل أبيب ومن يمثل هؤلاء في الولايات المتحدة والسيئ في ما تقدم أن تراجع بايدن عن سياسات اعتمدها الديمقراطيان كلينتون وأوباما يوازيه تراجع في الموقف العربي الرسمي فبينما يوصف سلوك دولة الاحتلال بأوضح العبارات في بيانات القمم العربية إلا أن إجمالي الموقف العربي الرسمي ينطق بأن الدولة المحتلة والغاشمة باتت من ثوابت المنطقة وأنه محظور بالتالي المساس بالعلاقة معها رغم ما ترتكبه من فظاعات ورغم تنصلها الصارخ من مقتضيات السلام وهذا ما يفسر الإجراءات الرمزية الطفيفة التي اتخذت في حق تل أبيب وفي مثل هذه البيئة السياسية فإنه ليس من المستغرب أن تجنح الإدارة الأميركية وتشتط في رعاية حرب الإبادة وإدامتها ما دام أصحاب العلاقة في المنطقة ليسوا في وارد اتخاذ إجراءات تتماشى مع جسامة الجرائم الإسرائيلية وتكرارها إن إجراءات مثل الحد من العلاقات وتقليصها كانت ولا تزال تؤدي إلى نتائج باهرة وبما يفوق النتائج المرجوة من جولات لجنة الاتصال الوزارية واجتماعاتها هنا وهناك إن تصليب الموقف العربي باتجاه اتخاذ إجراءات ملموسة من شأنه أن يشكل عنصرا حاسما لوقف الحرب وسبق لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي قطعت بلاده علاقاتها التجارية مع تل أبيب أن صرح خلال الأسابيع الأولى من الحرب بأن أنقرة على استعداد للنظر في اتخاذ موقف جماعي ضد حكومة نتنياهو ولم يلق آنذاك تصريح المسؤول التركي الصدى المأمول وكانت النتيجة هي محافظة التوحش الإسرائيلي على وتيرته مع استمرار الخطاب العربي الرسمي المعترض على الحرب والداعي لوقفها وسط تجاهل أميركي مطرد لهذه الدعوات ورغم العلاقات الوثيقة التي تربط واشنطن بعدد كبير من العواصم العربية لكن واشنطن ترجح علاقتها مع تل أبيب على علاقاتها العربية مجتمعة الجيش الإسرائيلي يكتم خسائره البشرية غير أن الجمهور بات يعرف حجم هذه الخسائر وبالإشارة إلى مواقف أقل سوءا لكلينتون ولأوباما من المفيد التذكير بأن الأطراف العربية الرسمية كانت آنذاك أشد حزما في موقفها من دولة الاحتلال وتقرن أقوالها بالأفعال ولهذا تتضاءل فرص كبح نتنياهو لوقف حربه المسعورة على المدنيين بفعل ضغوط خارجية أميركية وأوروبية وعربية فيما يبقى الرهان معقودا على انعكاس صمود المقاومة على التجاذبات الإسرائيلية الداخلية وعلى حركة الاحتجاج في الشارع الإسرائيلي فالجيش هناك يكتم خسائره البشرية غير أن الجمهور بات يعرف حجم هذه الخسائر كما يدرك مدى الخسائر التي لحقت بالاقتصاد فضلا عن انكشاف زيف المظلومية الإسرائيلية المزعومة الاحتلال مظلوم من الشعب الرازح تحت الاحتلال فيما يبدو كل من بايدن وترامب أن كلا منهما أسوأ من الآخر في نظر قطاعات تتنامى في المجتمع الأميركي إذ إن كليهما يتنافسان على تبني حرب الإبادة ورعايتها وحتى تشجيع قادتها رغم الإدانات الواسعة من أكبر هيئتين قضائيتين دوليتين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وسط تهديدات يتعرض لها القضاة ليس من تل أبيب فحسب بل من مشرعين في الكونغرس بما يزيل الفوارق بين رجال المافيا وهؤلاء

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح