تصعيد إماراتي واستهزاء بتهديد السعودية في إطار تحد علني
متابعات..|
في تطوُّر يزيح الستارَ كاملًا عن تصدع جدار الوكلاء الإقليميين في الحرب على اليمن، دخلت العلاقات السعوديّة الإماراتية مرحلةً جديدةً من التوتر العلَني عقبَ تصريحات وُصفت بـ “العنيفة” أطلقها الأكاديمي الإماراتي المقرَّب من دوائر صنع القرار في أبوظبي، عبد الخالق عبد الله في ؛ ردًّا على التلويح السعوديّ بالتدخل العسكري لإجبار قوات المجلس الانتقالي على الانسحاب من حضرموت والمهرة.
واستخدم عبد الله نبرةَ استهزاء غير مسبوقة تجاه القيادة السعوديّة، واصفًا التهديدَ بعمل عسكري ضد حلفاء بلاده في الجنوب بـ “الجنون”، وموجِّهًا نصيحةً للرياض بالتركيز على “تحرير صنعاء” بدلًا عن مواجهة أتباع الإمارات.
لهجةٌ تصعيدية عالية، تجاوزت الخطوطَ الحمراء الدبلوماسية المعتادة بين البلدَين، تُقرأ في الأوساط السياسية كـ “رسالة بالوكالة” تعكس ضيقَ صدر الإمارات بالمحاولات السعوديّة سلبها ما اكتسبته بتحركها الأخير في المحافظات اليمنية الشرقية.
ويرى خبراءُ في الشأن الخليجي أن هذا الهجومَ يمثل إعلانًا صريحًا عن انتهاء مرحلة “الدبلوماسية الهادئة” التي ميزت علاقةَ القطبين خلال سنوات حربهما على اليمن، وانتقال الخلاف إلى مرحلة ثني الإرادات وكسر العظم.
فبينما تسعى المملكة لتثبيت موطئ قدم لقوات “درع الوطن” -المُنشَأة في أراضيها والمُمَوَّلة من قبلها- لضمان استعادة كرامتها ونفوذها المهدور، تصر الإمارات عبر أذرعها السياسية والإعلامية على أن واقع تمدُّدها بات غير قابل للتراجع؛ مما يضع مستقبلَ “التحالف” أمام اختبار هو الأصعب منذ تأسيسه عام 2015.
وتكتسب هذه التصريحات أهميّة استثنائية نظرًا لقرب عبد الخالق عبد الله من دوائر صنع القرار في أبوظبي، ما جعل المراقبين يفسرونها كرسالة سياسية رسمية بـ “غطاء أكاديمي” تعكس ذروة الخلاف بين الحليفين اللدودين.
ويرى محللون أن هذه اللهجة التصعيدية تؤكّـد انهيار التفاهمات الهشة التي حكمت علاقة الرياض وأبوظبي داخل مِظلة التحالف، وتكشف عن انتقال الصراع من الغرف المغلقة إلى العلن، خَاصَّة مع إصرار الإمارات على طموحاتها بالتمدد في مواجهة المساعي السعوديّة للحفاظ على نصيبها من الكعكة اليمنية في محافظات اليمن الشرقية.
ارسال الخبر الى: