تشوه عظام وتسوس أسنان أزمة مياه تهدد أجيالا في الضالع اليمنية
تعاني مديريات الحصين والأزارق في محافظة الضالع جنوب اليمن أزمة مياه حادة، دفعت بالكثير من السكان إلى شرب المياه الملوثة بنسب عالية من الفلورايد، ما أدى إلى تعرّض الأطفال لتشوّه العظام وحالات الكساح وتسوّس الأسنان.
وكشفت دراسة ميدانية حديثة أجراها مركز سوث 24 للأخبار والدراسات (South24)، أن شحّ المياه في محافظة الضالع أثّر على الأمن البيئي، كما أدت الاستخدامات والطرق غير المسؤولة في استخراج المياه إلى تلوّثها، ما سبّب كوارث بيئية وصحية على السكان، وكانت النساء والأطفال الأكثر تضرراً، وتحديداً في مديريات الأزارق والحُصين.
وحذرت الدراسة من أنّ الأزمة وصلت إلى مستويات متقدمة من الخطورة، ولوحظ ذلك في التشوّهات الظاهرة على السكان من خلال لين العظام وتلف الأسنان، ما قد يؤدي مع الوقت إلى كارثة بيئية وصحية قد تسبّب الإعاقة الدائمة أو الوفاة على المديين المتوسط والبعيد، كما أن الاستمرار في شرب مياه ملوّثة في مديريات محافظة الضالع، سيؤثّر بصورة عميقة على مستوى الصحة الإنجابية والخصوبة لدى الجنسين، وسيقلّل من نسبة مواليد المحافظة.
ويتناقص نصيب الفرد من المياه النقية في اليمن تناقصاً متصاعداً سنوياً، وتهبط معه نسبة توفير المياه بمقدار %25، كما تستهلك شجرة القات التي يتم زراعتها في مختلف مناطق اليمن بكثافة، %40 من المياه المستخدمة في البلد، حيث يقوم المزارعون بحفر المزيد من الآبار الجوفية وتعميقها بصورة عشوائية، لتلبية الطلب المتصاعد على إنتاج القات.
لامبالاة حكومية
مدير مكتب مركز سوث24 للدراسات يعقوب السفياني تحدث لـالنهار العربي قائلاً: خلال عملنا على هذه الدراسة منذ مطلع العام، واجهنا صعوبات واضحة في التواصل مع المسؤولين في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وكذلك السلطة المحلية في محافظة الضالع. كان ثمة تجاوب إيجابي من كثير منهم، لكنّ آخرين أظهروا لامبالاة تامة، وفي مقدمهم وزير الصحة اليمني، رغم ما تضمنته الدراسة من شرح مستفيض للتداعيات الصحية لأزمة المياه في الضالع، وبخاصة في مديرية الحصين حيث تنتشر مئات الحالات المصابة بالكساح والتشوه العظمي وتسوس الأسنان بسبب شرب المياه الجوفية الملوثة بنسب
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على