ماذا تريد أمريكا من الحوثيين وماذا يريد الحوثيون من اليمنيين
صرح وزير الدفاع الأميركي بأن الضربات التي وجهتها بلاده للحوثيين لا تهتم أساسا بما يحدث في الحرب الأهلية في اليمن ولا تنتصر للشرعية الممزقة أصلا، بل تنتصر لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية ووقف استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر..
هناك إجماع داخل المؤسسات الأميركية من الرئاسة إلى الخارجية والبنتاجون والاستخبارات على التخلص من إرث صنعته تلك المؤسسات في عهد الرئيس أوباما، حينما كانت جماعة الحوثي حاجة ملحة للتخلص من الدولة ومؤسساتها في اليمن..
وفي حقيقة الأمر فإن الحوثيين لا يشكلون تهديدا للمصالح الأمريكية، بل يشكلون تهديدا لمصالح اليمن واليمنيين، فلم يكن الشعب اليمني على عداء مع أمريكا في يوم من الأيام، بل إن الكثيرين يتطلعون للسفر إلى أمريكا ويتطلعون إلى الهجرة إليها..
في الوقت الذي وضعت الحرب أوزارها في غزة وأعلنت الهدنة، إذا بجماعة الحوثي تعود مجددا إلى المتاجرة بقضية غزة لتفرشها فوق أشلاء اليمنيين وتحقنهم من خلال إعلامها بمنشطات الحمية الكاذبة والنصر الإلهي تاركة وجعهم خلف ظهرها وخلق معادلة جديدة وقودها نزيف الدم اليمني ورائحة الموت والدمار..
وكل يمني يخالف عقيدتهم الإرهابية ويريد أن يعيش حياته كما أرادها الله له، فهو من وجهة نظرهم عميل متواطئ بالخيانة، لم يكتفوا بتعطيل الاقتصاد ولا بتعطيل الحياة المعيشية والسياسية، فذهبوا لنشر الرعب في نفس كل مواطن تواق للحياة وتواق لحكم الدولة وصنعوا السجون لمن اعتبروهم عملاء وخونة وسجنوا كل من يدافع عن مشروع الدولة وعلمها الجمهوري، ولم تكتف هذه العصابة بكل ما ارتكبته، بل قررت الذهاب مجددا نحو الكارثة..
ستمضي أمريكا باستخدام القوة المميتة حتى تقضي على القيادات التي انتهى دورها وعلى السلاح الذي سهلت وصوله إليهم ذات يوم لتحقيق ما تريده اليوم، وسيبقى اليمنيون متربصون حتى ترتخي أصابع هذه الجماعة من على الزناد لينتقموا لكرامتهم التي أهدرت ولحياة أبنائهم التي ضاعت وسيكون الثأر مكلفا، فهل يبادر العقلاء من داخل هذه الجماعة لإزاحة كبار مجرميها وتجنيب اليمن واليمنيين ما خلفه حزب الله والنظام السوري اللذان كانا يرفضان كل مبادرات المصالحة مع شعوبهم، فقضى
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على