ترميم وتأهيل مدارس ريف دمشق استعدادا لبدء العام الدراسي
بينما تتناثر آثار الحرب على جدران بلدات ريف دمشق، من سقبا ودوما إلى حرستا، يسمع الأهالي حالياً أصواتاً مختلفة هذه الأيام، تنبعث من المدارس التي كانت لسنوات شاهدة على الدمار والنزوح، والتي يُعاد تأهيلها بالتزامن مع عودة تدريجية للأهالي إلى مدنهم وقراهم، باعتبار استعادة التعليم خطوة أساسية لعودة الحياة إلى طبيعتها.
وبحسب بيانات وزارة التربية السورية، خرجت أكثر من 230 مدرسة في ريف دمشق عن الخدمة خلال السنوات الماضية، بعضها دُمّر بالكامل، وأخرى تضررت بدرجات متفاوتة. وحتى اليوم، لم تُرمّم سوى 26 مدرسة بدعم من منظمات دولية ومحلية، مثل يونيسف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في حين لا تزال عشرات المدارس مغلقة بانتظار التمويل لتنفيذ الترميم.
من دوما، يقول معتزالحرستاني، وهو أب لطفلين، لـالعربي الجديد: كنا نقطع مسافات طويلة لإيصال الأطفال إلى مدرسة في بلدة أخرى، ما يرهقنا ويرهق أطفالنا. بعد ترميم مدرسة الحي، عاد ابني إلى مقعده الدراسي القديم. نشعر كأن جزءاً من حياتنا عاد إلينا، لكن مدارس كثيرة في الجوار لا تزال مهدمة، وتلاميذها بلا صفوف.
بدورها، تؤكد فردوس الخالد أم أحمد، وهي أم لثلاثة أطفال، لـالعربي الجديد: خلال السنوات الماضية، كان أطفالي يتنقلون بين منازل الجيران لتلقّي الدروس، أو يعتمدون على مبادرات شبابية كانت تقيم صفوفاً مؤقتة في المساجد أو المراكز الاجتماعية. لم يكن هناك مقاعد ولا سبورات ولا حتى كتب. بعد إعادة تأهيل مدرسة المنطقة، سيلتحق ابني الأصغر بالصف الأول في مدرسة حقيقية للمرة الأولى في حياته عندما تفتح المدرسة أبوابها في 21 سبتمبر/أيلول المقبل. ليس هذا مجرد عودة للدراسة، بل عودة للحياة نفسها.
من جانبه، يقول مدير مديرية الأبنية المدرسية في ريف دمشق، محمد الحنون، لـالعربي الجديد: إعادة تأهيل المدارس تمثل خطوة أساسية لاستعادة خدمات التعليم في القرى والبلدات المتضررة، فترميم المدارس يعزز الاستقرار الاجتماعي، ويخفف الضغط عن المدارس القائمة، ويؤمّن بيئة تعليمية آمنة ومحفّزة للطلاب والمعلمين. مشاريع الترميم تنفذ بدعم من منظمات دولية ومحلية، إلى جانب مساهمات من المجتمع المحلي عبر التبرعات، سواء
ارسال الخبر الى: