ترتيبات لدولة جديدة في صنعاء
على واقع عرض عسكري غير مشهود في تاريخ اليمن المطحون بالصراعات والفساد، رسم قائد حركة أنصار الله “الحوثيين” اللبنات الأولى للمرحلة القادمة والتي قد تشهد تغييرات ، وفق خطاب الحوثي بذكرى ثورة الـ21 من سبتمبر، جذرية في المؤسسات الحكومية.
كان العرض العسكري الذي احتضنه ميدان السبعين نوعيا وفريدا وقد حرص القائمين عليه إبراز جوانب التقدم في تسليح وتجهيز القوات العسكرية عديدا وعتاد، وكان الهدف منه إظهار رسالة باستعادة العمود الأول والركيزة الأساسية لبناء الدولة لدوره الحيوي وحضوره القوى بعد أن كاد يتهك ويغمر بصراعات داخلية خلال العقود الأخيرة.
كان الجيش ولا زال في أي بلد القاعدة الأساسية التي ترتكز عليه الدولة وتقوم علي أساسها باعتباره حامي سيادتها وباني نهضته، اما وقد وصلت هذه القوى التي غطت ميدان السبعين باستعراضاتها إلى هذا المستوى المتطور فالوقت حان للانتقال إلى المرحلة التالية من بناء الدولة، وذاك ما أكده قائد حركة أنصار الله.
الحوثي وبعد استعراضه كيف كانت اليمن قبل ثورة الواحد والعشرين وكيف عاث فيها الامريكان فسادا ومعهم قوى وقيادات النظام السابق بأركانه الحزبية وصولا إلى تدمير مقدراته اقتصاديا وعسكريا وتدمير بنيته الاجتماعية ثقافيا وطائفيا، لم يخفي ملامح الوضع خلال السنوات الأخيرة والذي خيم عليه الاختلالات في مؤسسات الدولة وهذا اعتراف بالمشكلة تمهيدا لحلها وذاك يبدأ وفق “الحوثي” من تغيير جذري داخل مؤسسات الدولة وبما يعيد مكانتها في خدمة الشعب وانهاء الجبايات على المواطن والشروع ببرنامج تنموي يبدأ بالإنتاج ولا يتوقف عند التخلي على الاستيراد.
هذه التحولات في المشهد اليمني وتحديدا في صنعاء والتي ظل ينظر لقوها الجديدة التي برزت بعد ثورة 21 سبتمبر كضعيفة في إدارة الوضع، وسط توقعات بفشلها، وانتظار اعدائها الفجوة التي ستغرق فيها، تشير إلى نجاح جديد لهذه القوى الفتية وقد بدأت الان الاستعداد لمرحلة ما بعد السلام الذي بدأت ملامحه تتجلى في الأفق مع محاولة خصوم الامس استجداء الاتفاق معها اليوم وإظهار رغبة جديدة بالعمل معها في الغد.
لنحو 9 سنوات نجحت صنعاء ، وباعتراف خصومها، في فرض
ارسال الخبر الى: