ترتيبات أميركية جديدة بخصوص التبت وتايوان تستفز الصين
٥٩ مشاهدة
سلطت وسائل إعلام صينية رسمية اليوم الجمعة الضوء على مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية بخصوص منطقة التبت وتايوان وهو ما استفز بكين التي اعتبرت ذلك تدخلا في شؤونها الداخلية وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية وكان مجلس النواب الأميركي قد أقر الأسبوع الماضي مشروع قانون يدحض رواية الحكومة الصينية بأن التبت كانت جزءا من الصين منذ العصور القديمة الأمر الذي من شأنه أن يجعل سياسة الولايات المتحدة أكثر تشددا تجاه مسألة التبت كما وافقت إدارة بايدن يوم الثلاثاء الماضي على صفقة بيع أسلحة جديدة بقيمة 360 مليون دولار لجزيرة تايوان بالرغم من تحذيرات الصين المسبقة من هذه الخطوة وقد تزامن ذلك مع قيام وفد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يضم سبعة مشرعين بقيادة مايكل ماكول الممثل الجمهوري من تكساس بالإضافة إلى رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي بلقاء الزعيم الروحي للتبت الدالاي لاما في دار ماسالا بالهند وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في افتتاحيتها اليوم الجمعة إن القانون الذي أقرته الولايات المتحدة لا يتدخل في شؤون الصين الداخلية فحسب بل ينتهك أيضا بشكل خطير القانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية وأضافت أن اللعب بـورقة الدالاي لاما هو تحرك رديء من جانب الساسة الأميركيين معتبرة أن معاداة الصين هي السمة السياسية لهؤلاء السياسيين الأميركيين وأن سلوكهم الاستفزازي يهدف فقط إلى كسب المزيد من رأس المال السياسي وأشارت إلى أن أي محاولة لتقسيم الصين بالتواطؤ مع جماعة الدالاي لاما هي محاولات عقيمة محو ثقافة التبت كما انتقدت الصحيفة الصينية تصريحات بيلوسي التي اتهمت فيها بكين بمحاولة محو ثقافة التبت وقالت إن السبب وراء إثارة بيلوسي وغيرها من السياسيين الأميركيين القضايا المتعلقة بالتبت هو تحيزهم السياسي الثابت وموقفهم المناهض للصين وقالت على عكس لغة وثقافة الأميركيين الأصليين التي تختفي تدريجيا فقد تم المضي قدما بثقافة سكان الإقليم التقليدية ولا تزال اللغة التبتية شائعة الاستخدام بين التبتيين وإن قراءة الصحف ومشاهدة البرامج التلفزيونية باللغة التبتية أمر شائع في حياتهم حيث تتم حماية واحترام الثقافة التبتية والأنشطة الدينية وعن صفقة الأسلحة التي وافقت عليها إدارة بايدن أخيرا قالت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي إن واشنطن تتجاهل معارضة بكين المتكررة واحتجاجاتها الجادة الأمر الذي يقوض بشدة سيادة الصين ومصالحها الأمنية ويضر بشكل خطير بالعلاقات الصينية الأميركية وبالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان ويرسل إشارة خاطئة للانفصاليين في الجزيرة وبحسب وزارة الخارجية الأميركية شملت الصفقة إرسال مئات الطائرات المسيرة إلى الجزيرة ومعدات الصواريخ ومواد الدعم اللوجستي ذات الصلة وكان أستاذ الدراسات السياسية في جامعة صن يات سن وانغ جو قد تحدث في وقت سابق لـالعربي الجديد بشأن مشروع القانون الأميركي الجديد الخاص بالتبت وقال إن الأمر لا يعدو أن يكون ورقة سياسية تستخدمها الولايات المتحدة عند الحاجة مضيفا أنه ليس مستغربا أن تثار هذه القضية في هذا التوقيت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لخوض سباق الانتخابات الرئاسية كما لفت إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن منذ توليه منصبه في عام 2021 لم يلتق بعد بالدالاي لاما بعدما انتقد قبل سنوات سلفه دونالد ترامب لكونه الرئيس الأميركي الوحيد منذ ثلاثة عقود الذي لم يلتق بالزعيم الروحي للتبت أو يتحدث معه واعتبر وانغ جو أن ذلك يشير إلى هشاشة الاستراتيجية الأميركية الساعية إلى احتواء الصين والتي تقوم على تسخين مثل هذه الملفات مسألة التبت حقوق الأقليات في إقليم شينجيانغ تآكل الديمقراطية في هونغ كونغ وملف تايوان واستخدامها أوراق مساومة عند الحاجة لكسب أصوات الناخبين في استعداء الصين وتصويرها على أنها التهديد الأول لقيم الديمقراطية والحرية في العالم