ترامب إلى أين وماذا بعد

يقولون إن ترامب هو رجل الصدمات والصفقات، وبالتالي هو رجل الحروب الكلامية الإعلامية الحادة ليمارس بها الصدمات ويسعى من خلالها للوصول إلى صفقات..
ولهذا فتهديده المتطرف الحاد لإيران بالحرب إنما للوصول إلى التفاوض، ولذلك فأغلب المحللين في العالم يرون أو يؤكدون أن قراره المتسرع والأرعن برفع التعرفة الجمركية إنما ليصل إلى التفاوض مع الصين والاتحاد الأوروبي تحديداً..
أمريكا تعاني من وضع ومشاكل داخلية متراكمة ومعقّدة وهي لم ترد ولا تزال لا تريد حلحلة واقعية لمشاكلها الداخلية لأن الرأسمالية هي الحاكم الفعلي الأمريكي «الدولة العميقة»، وهذه الرأسمالية لا يعنيها ولا هدف لها غير الربحية وهذا الهدف هو الأولوية والأهم للرأسمالية من الوطن والشعب الأمريكي أصلاً..
ولذلك فكل ما يمارسه «ترامب» في قراراته هو تنفيذ لوصفة و«روشتة» الرأسمالية لمعالجة وتخفيف المشاكل في الداخل الأمريكي على حساب دول وشعوب العالم دون أن تتخلى الرأسمالية الأمريكية حتى عن 1٪ من أرباحها..
على سبيل المثال فالسعودية والإمارات قدمتا لأمريكا قرابة اثنين ونصف تريليون على أنها استثمارات، ولو أن هذه الاستثمارات حقيقية ومربحة لتقدمت لها الرأسمالية الأمريكية أو الشركات الأمريكية ولكن هذا مجرد ابتزاز بمثابة «جزية»، وبالتالي فأمريكا الرأسمالية منشغلة بتفكير الابتزاز و«الجزية»، ولكن بأساليب وطرق كون دول العالم يستحيل أن تقبل بما قبلت به السعودية والإمارات..
ما دامت الرأسمالية هي الحاكمة للدولة أو النظام في أمريكا فإن الدولة الأمريكية ليست مشكلتها في فارق وعجز الميزان التجاري ولكنه في عجزها الدائم المستدام بأن تعالج مشاكلها الداخلية لصالح الوطن والشعب والمجتمع الأمريكي لأن الربحية العالية للرأسمالية الحاكمة المتحكمة باتت الهدف المؤسس المقدس لما تعرف بالدولة والنظام في أمريكا وكل السياسات الأمريكية الخارجية وحتى الداخلية تنطلق من هذه الغائية الرأسمالية «المتوحشة» وتظل حولها تتمحور، فلاحظوا أنه تم إعداد وتهيئة ترامب لأداء هذا الدور وذلك يلتقط بوضوح من خلال ما طرحه ويطرحه عن «الدولة العميقة» وأنه يخالفها أو يختلف معها..
والهدف من كل هذا هو نفي أن ترامب مجرد موظف صغير مع الرأسمالية أو الدولة العميقة ومع ذلك فإن
ارسال الخبر الى: