ترامب في وضع اهتزاز تلقائي من قصف إيران إلى قصف نفسه بالتغريدات

في السياسة كما في السيرك، هناك من يقفز عبر الحلقات النارية، وهناك من يُشعلها تحت قدميه… ثم يتساءل: من المسؤول؟
دونالد ترامب، الرئيس الأميركي و”المنجم الرسمي لمنصات التواصل”، قرر أن يتقمص دور البطل العالمي المدافع عن إسرائيل، في لحظة حماسة نادرة ظن فيها أن إيران ستبتلع العدوان الإسرائيلي كما تبتلع أمريكا تقارير حقوق الإنسان: بلا مضغ، وبلا ردة فعل.
لكن إيران – على غير ما توقّعه ترامب وصقور البيت الأبيض – لم تبكِ في مجلس الأمن، ولم ترفع دعوى أمام محكمة الجنايات، بل رفعت سقف الردود وصواريخ الواقع. وما إن بدأت الصافرات في تل أبيب، حتى بدأت صافرات أخرى داخل دماغ ترامب، فدخل في موجة من التصريحات المتناقضة التي لو قُرئت متتالية، لأعطتنا خلاصة كتاب في علم النفس المختل… أو دليل تقلبات المزاج الحاد.
فمن تغريدة إلى أخرى، تحوّل ترامب من “صقر نووي” إلى “حمامة مربوطة بخيط تغريدة”، فبدأ بـ: “غادروا طهران فوراً”، ثم لحّنها بلطف بـ: “قلت ذلك لحماية الأبرياء”. بعدها، بدأ التشنج يظهر في “صبرنا ينفذ”، ثم تذكّر فجأة أن الجنود ليسوا بيادق في لعبته، فقال: “لا نريد خسارة جنودنا”.
وما هي إلا ساعات حتى تحوّل إلى رجل المخابرات الشجاع وهو يصرّح: “نعرف مخبأ المرشد”، لكن هذه الشجاعة لم تدم، فقد أتبعها بجملة: “لن نقتله الآن”… يا للكرم الأخلاقي!
ثم جاءت مرحلة المفاوض الحنون، فقال: “تعالوا نتفاوض”، لكنه لم ينسَ أن يضيف عليها نكهته المعتادة: “نريد استسلاماً بلا شروط”، وكأنه يطلب من إيران أن تحضر إلى طاولة الحوار مكبّلة اليدين وبنصف سيادة.
أما قمة المسرحية، فكانت في عروض التشويق المجاني: “ترقّبوا نهار الخميس”، “انتظروا الأسبوع القادم”، “سنضرب إيران”… قبل أن يختم العرض السياسي البائس بجملته الذهبية: “لن نضرب إيران ولن ندخل الحرب”. تماماً كمن يهدد ثم يتراجع، ثم يتمنى أن أحداً لم يسمعه أصلاً! أو يقرأ تغريداته قبل حذفها.
ما حصل في الحقيقة هو أن ترامب – ومعه اللوبي الداعم للكيان الإسرائيلي – لم يتوقعوا أن رد الجمهورية
ارسال الخبر الى: