ترامب لمجلة تايم أميركا متجر عملاق وأنا أملكه باسم الشعب

41 مشاهدة
تعتبر المئة يوم الأولى من حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية بعدما استلم منصبه رسميا في 20 يناير كانون الثاني 2025 من أكثر الفترات زعزعة للاستقرار في تاريخ الولايات المتحدة بحسب مقال مطول نشرته مجلة تايم الأميركية اليوم الجمعة تورد فيه أجزاء من مقابلة أجرتها معه وأطلقت المجلة هذا التوصيف على الـ100 يوم الأولى لأن الولايات المتحدة خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة نسبيا تحت حكم ترامب شهدت بحسبها موجة من محاولات الاستيلاء على السلطة وتحولات استراتيجية وهجمات مباشرة أذهلت خصومه ونظرائه العالميين بل وحتى العديد من مؤيديه وأصدر ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية والمذكرات التي أعاقت عمل وكالات ودوائر حكومية بأكملها وهدد بالاستيلاء على غرينلاند بالقوة والسيطرة على قناة بنما وضم كندا وأمر بإجراء تحقيقات مع خصومه السياسيين مستفيدا من سيطرته على وزارة العدل وأفرغ معظم أجهزة الخدمة المدنية من طاقاتها وسرح أكثر من مئة ألف موظف فيدرالي وشن حربا على مؤسسات أميركية في مختلف مجالات الحياة الجامعات وسائل الإعلام مكاتب المحاماة والمتاحف بل وعفا عن جميع المتهمين في هجمات 6 يناير 2021 على مبنى الكونغرس من قبل مناصريه بمن فيهم المدانون بأعمال عنف ومؤامرة تحريضية وفي سعيه لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي أشعل ترامب حربا تجارية بفرضه مجموعة واسعة من الرسوم الجمركية التي أدت إلى انهيار حاد في الأسواق وفي إطار برنامجه الموعود بالترحيل الجماعي للمهاجرين حشد وكالات حكومية من مصلحة الضرائب إلى هيئة البريد ساعيا وراء المهاجرين واحتجازهم وطردهم كما اختطفت إدارته الطلاب الأجانب من الشوارع وسحبت تأشيراتهم لطرحهم خطابا لا يروق له بل وهدد بإرسال الأميركيين إلى سجن سيئ السمعة في دولة السلفادور ويلخص أحد كبار المسؤولين بإدارته سر نجاحه بتمرير كل هذه الإجراءات القاسية بالقول نجاحنا يعتمد على قدرة ترامب على صدمكم وتقول المجلة إن أفعال ترامب صدمت فقهاء الدستور والمدافعين عن الحريات المدنية بسبب قدرته على الإفلات من العقاب وحشده كل هذه السلطات في يده وعندما أمرته المحاكم الأدنى بإبطاء أو تجميد تحركات يحتمل أن تكون غير قانونية تجاهلها أحيانا أو سخر منها علنا وفي النهاية فعل ما يريد ترامب في ذروة قوته وفي مقابلة استمرت ساعة مع مجلة تايم في 22 إبريل نيسان الجاري وصف ترامب الأشهر الثلاثة الأولى من ولايته بأنها نجاح باهر وقال ما أفعله هو بالضبط ما دافعت عنه في حملتي الانتخابية وهذا صحيح جزئيا بحسب المجلة فهو قام بما تعهد به من إعادة تشكيل أميركا بشكل جذري من الترحيل والرسوم الجمركية إلى إعادة تشكيل التحالفات ومهاجمة سياسات التنوع والمساواة والشمول ويجادل ترامب بأنه لم يكن هو من افتعل معظم المشاكل التي يسعى جاهدا لمعالجتها موضحا أن نظام الهجرة الأميركي عانى من خلل لعقود وقد أدت تحركاته إلى إبطاء عمليات عبور الحدود غير القانونية إلى حد كبير وفق ادعائه وطوال فترة الحرب الباردة ندد الاستراتيجيون الأميركيون بالانتهازيين العسكريين في أوروبا وشرق آسيا وقد حث ترامب ألمانيا واليابان لزيادة إنفاقهما على الدفاع الجماعي لهما ولجيرانهما وتجاريا استغلت الصين انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001 لشن هجوم امتد لعقود على المتعاملين معها وتعد رسومه الجمركية الأخيرة أكثر الجهود عدوانية للرد غير أنه علق بالقول لقد حللت مشاكل كثيرة في العالم دون أن أطلب أو أن أحظى بأي تقدير وفعليا استفاد ترامب من ضعف الحزب الديمقراطي وخضوع نواب حزبه الجمهوري في الكونغرس له سواء بدافع الجبن أو رغبة في الاستفادة من نفوذه كما أن غياب رد فعل عنيف ذي معنى أو مستدام من الشعب الأميركي شجعه على المضي في أساليبه ورضخ كذلك قادة المجتمع المدني وعمالقة الشركات لحكم ترامب إلى حد كبير مفضلين التوسل على المواجهة ولكن كل هذا الاستسلام لم يؤد إلا إلى تشجيعه ومن المحتمل أن يكون ترامب بعد مرور 100 يوم على توليه منصبه في ذروة قوته ولكن ذلك لا يلغي أن هناك مزاجا معارضا ينشأ وإن لم يتحول بعد إلى احتجاجات مشابهة لتلك في ولايته الأولى بحسب تايم وتظهر استطلاعات الرأي أن نسبة أكبر من الأميركيين يعيشون الآن في خوف من حكومتهم وأن نسبة تأييد الرئيس الجمهوري قد انخفضت إلى 40 وفقا لاستطلاع أجراه مركز بيو وهي نسبة أقل في هذه المرحلة المبكرة من ولايته من أي رئيس آخر في الآونة الأخيرة The first 100 days of President Donald Trump s second term have been among the most destabilizing in American history He sat down with TIME at the White House on April 22 for a rare long form on the record interview about the last three months Read our story pic twitter com FkCTUxCviT TIME TIME April 25 2025 وبحسب المجلة كانت المهمة التي أعلنها ترامب وكبار مساعديه في أول 100 يوم من ولايته هي سحق المعارضة في كل مكان من خلال هذا الحشد من الإجراءات على جميع الجبهات ونقلت عن سوزي وايلز كبيرة موظفي البيت الأبيض قولها لم يتنازل عن أي شيء على الإطلاق للبيروقراطية كل ما يريد فعله أو يعتقد أنه مهم للبلاد وجدنا له حلا وأضافت كان لديه أربع سنوات للتفكير فيما يريد فعله والآن يريد تنفيذه ومع خضوع الكونغرس والسلطة التنفيذية بشكل كبير لترامب أصبح تحديد الحدود القصوى لسلطته يقع على عاتق المحاكم وقد رفعت بالفعل أكثر من 100 قضية تطعن فيه وتحول خطأ إداري ارتكبه فريق ترامب في برنامجه العدواني لترحيل المهاجرين غير المسجلين إلى أزمة دستورية ناشئة وأضعف ترامب الضوابط الداخلية على سلطته وأقال في يناير الماضي المفتشين العامين في 17 وكالة مختلفة ما أدى إلى تفكيك نظام الرقابة الذي طبق بعد فضيحة ووترغيت حدثت في عام 1972 حين تجسس الرئيس الأميركي وقتها ريتشارد نيكسون على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس إبان الانتخابات للحماية من سوء الإدارة وإساءة استخدام السلطة واستبدل المدعين العامين ذوي الخبرة بموالين واختار ترامب ألينا هابا محاميته الشخصية السابقة لمنصب المدعي العام الأميركي الجديد لولاية نيوجيرسي وفي واشنطن حيث أكبر وأهم مكتب مدعي عام أميركي في البلاد اختار إد مارتن أحد منظمي حملة أوقفوا السرقة لعام 2020 والذي لم يكن مدعيا عاما من قبل والذي قام بخفض رتبة المحامين الذين رفعوا قضايا ضد مثيري الشغب في 6 يناير ترامب أميركا متجر عملاق وأنا مديره ورغم كل ذلك يصر ترامب في مقابلته مع مجلة تايم بأنه سيلتزم دائما بأوامر المحاكم ويجادل جاك غولدسميث أستاذ القانون المحافظ في جامعة هارفارد والذي خدم في إدارة جورج بوش الابن بأن أوامر ترامب التنفيذية والمشكوك فيها قانونيا بالإضافة لتصريحاته هي جزء من مخطط لإعادة النظر في القيود الدستورية مضيفا أن ذلك أدى إلى صراع خطير على السلطة بين إدارة ترامب والقضاء الفيدرالي وكلف ترامب مستشاره الجديد في البيت الأبيض ديفيد وارينغتون وسكرتير الموظفين ويل شارف وكبير مستشاريه السياسيين ستيفن ميلر بصياغة أوامر تنفيذية تستهدف شركات ينظر إليها على أنها أعداء وأوضح مصدر مقرب من الرئيس كانت تلك أول نقطة تحول مضيفا أن الرسالة ستكون انظروا إما أن نلاحقكم أو نغلقكم أو أنكم ستساعدونني وسرعان ما أرسلت الإدارة رسائل إلى كبرى شركات المحاماة التي تمثل خصوم ترامب والجامعات المعروفة بنشاطها الاجتماعي التقدمي وخاصة الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل ووافقت شركات بول فايس وكيركلاند وإيليس وسكادن آربس وغيرها من الشركات ذات النفوذ الواسع على توفير مئات الملايين من الدولارات كعمل تطوعي لترامب مقابل تخفيف هجماته وقال ترامب لمجلة تايم لا بد أنني أفعل شيئا صحيحا فقد تلقيت تمويلا كبيرا من العديد من مكاتب المحاماة ويعتبر ترامب أثناء توضيح نهجه في فرض الرسوم الجمركية لمجلة تايم أن أميركا عبارة عن متجر كبير وهو صاحبه هذا المتجر العملاق إنه متجر ضخم وجميل والجميع يريد التسوق فيه وبالنيابة عن الشعب الأميركي أنا أملك المتجر وأحدد الأسعار وسأقول إذا كنت ترغب في التسوق هنا فهذا ما عليك دفعه الرسوم الجمركية وأكد للمجلة الأميركية أنه لا يزال مقتنعا بضرورة الرسوم الجمركية بعد أن كان عطلها لمدة تسعين يوما لفسح المجال للمفاوضات وبسبب ما أدت إليه من اضطرابات في الأقتصاد الأميركي ويقول ترامب كان سوق السندات يشهد تذبذبا لكنني لم أكن كذلك مضيفا أنه سيعتبر استمرار فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية تصل إلى 50 على الواردات الأجنبية لمدة عام من الآن انتصارا كاملا ولفت ترامب إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ اتصل به وأن إدارته تجري محادثات نشطة مع الصينيين للتوصل إلى اتفاق وقال ترامب عن شي لا أعتقد أن هذا مؤشر ضعف منه مضيفا أنه يتوقع الإعلان عن مجموعة كاملة من الصفقات خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة وتابع ترامب هناك رقم سيشعرون بالارتياح عنده لكن لا يمكنك السماح لهم بجني تريليون دولار منا وهدد ترامب بمواجهة مسلحة وحرب اقتصادية مع الدنمارك عضو حلف شمال الأطلسي الناتو للاستيلاء على غرينلاند وصرح بأنه يريد استعادة قناة بنما حتى لو أدى ذلك إلى اشتباك عسكري وعندما سئل عما إذا كان يرغب في أن يذكر بتوسيعه للأراضي الأميركية بصفته رئيسا أجاب ترامب لا أمانع ومن المرجح بحسب تايم أن يذكر ترامب بتخليه عن عقود من السياسة الخارجية التي تبناها الرؤساء الجمهوريون والديمقراطيون وعزله حلفاء الناتو وانحيازه إلى روسيا في حربها مع أوكرانيا القرم ستبقى لروسيا وبشأن الحرب الروسية على أوكرانيا عاد ترامب في مقابلته مع مجلة تايم لإلقاء اللوم على كييف في بدء الحرب وقال أعتقد أن سبب اندلاع الحرب هو بدء حديثهم عن الانضمام إلى الناتو وسيمنح السلام الذي يسعى الرئيس الأميركي حاليا لإحلاله بين كييف وموسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حوالي 20 من الأراضي الأوكرانية ويقول ترامب ستبقى شبه جزيرة القرم تابعة لروسيا تطبيع السعودية مع إسرائيل سيحدث ويفخر ترامب بقدرته على حشد الأوروبيين للمساهمة بشكل أكبر في أمنهم وتعزيز التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية المجاورة خلال ولايته الأولى ويأمل في إحراز مزيد من التقدم على هذا الصعيد خلال زيارته المخطط لها إلى المنطقة ويتوقع ترامب أن السعودية ستنضم إلى اتفاقيات أبراهام ويقول هذا سيحدث ويشعر بأنه أكثر ثقة وأكثر طموحا مما كان عليه في ولايته الأولى كقائد أعلى ويقول لمجلة تايم في المرة السابقة كنت أكافح من أجل البقاء أما هذه المرة فأنا أقاتل من أجل العالم ويثير ترامب المخاوف من انزلاقه أكثر نحو حكم الرجل القوي بسبب سيطرته الشاملة على السلطة وتجاهله للحواجز الديمقراطية وحديثه عن الترشح لولاية ثالثة على الرغم من حظر التعديل الثاني والعشرين ويقول ترامب هناك بعض الثغرات التي تمت مناقشتها لكنني لا أؤمن بالثغرات وفي نهاية المقابلة سألت مجلة تايم الرئيس الأميركي عما إذا كان يتفق مع جون آدامز أحد مؤسسي الولايات المتحدة الذي أطر صورته بالذهب على جدار منزله في قوله إن الجمهورية الأميركية حكومة قوانين لا حكومة رجال ليتوقف ترامب ويفكر في الأمر مليا ويقول لن أوافق عليه قطعا نحن حكومة يشارك فيها الرجال في العملية القانونية ومن الأفضل أن يكون لديكم رجال نزيهون مثلي

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح