ترامب و غزة و الغاز

41 مشاهدة

هي ليست دعوة أخلاقية مجبولة بدوافع إنسانية، ولكنها دعوة غطرسة استعمارية حافلة بمفردات تحقير وازدراء لحلفاء أمريكا في المنطقة، وهي إهانة للأنظمة المطبعة، كما هي تحقير لكل المنظومة العربية _الإسلامية، وهي كذلك للمجتمع الدولي وللقانون الدولي، ولكل القيم التي تنظم العلاقات بين الأمم..

ترامب لم يكن يقصد فعليا نقل سكان غزة، بقدر ما كان قصده إفراغ القطاع من المقاومة من ( حماس والجهاد) وكل فصيل فلسطيني مسلح في غزة والضفة وفي كل فلسطين..

دعوة ( ترامب) لترحيل سكان قطاع غزة هي دعوة ضغط ومساومة الهدف من ورائها هو ترحيل قيادة المقاومة من القطاع وتفكيك فصائل المقاومة وتجريدها من السلاح، والحال ذاته ينطبق على الضفة وعلى كل الجغرافية الفلسطينية التي يجب أن تكون خالية من أي مظاهر مسلحة، ومن ثم البدء في السير على طريق (حل الدولتين) الذي يقوم وفق المنظور الأمريكي _الصهيوني _الغربي _بموافقة بعض الأطراف العربية، والذي يتلخص في إقامة دولة فلسطينية مجزأة الحدود ومنزوعة السلاح والسيادة..؟!

هذا الطرح سبق أن طرحته واشنطن في عهد ( ترامب) الأول وفي عهد ( بايدن) ويحاول ( ترامب) في عهده الثاني أن يطبق هذا المخطط على خلفية دعوته للتهجير التي هي دعوة مساومة وضغط، الغاية منها إحداث صدمة في الوعي الجمعي الفلسطيني، صدمة تؤدي إلى إعطاء أنظمة المنطقة شرعية ومبرراً للضغط على المقاومة الفلسطينية ووضعها أمام خيارات صعبة تبدأ بقطاع ما بعد الحرب من غير (حماس والجهاد) ومن كل أشكال المقاومة سواء المقاومة المسلحة أو المقاومة كفكرة وقناعة ورأي وثقافة..!

باختصار قطاع غزة من غير المقاومة ومنزوع السلاح يعني خضوعه لإدارة مدنية موالية للاحتلال، إدارة وفق المخطط الصهيوني الأمريكي تتشكل من أنظمة عربية وأوروبية وبرعاية أمريكية، من شأنها أن تعيد بناء القطاع المدمر على شكل (ريفيرا)، لتكون غزة (ريفيرا) المتوسط، على أن تتحمل الدول العربية تكاليف إعادة إعمار القطاع وفق المخطط الأمريكي _الصهيوني المعد سلفا، من خلال التدمير الممنهج الذي قام به جيش الاحتلال الذي كان حريصا على التدمير بطريقة تسهل إعادة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح