متابعات..| تقرير:

تشير تحليلاتُ إلى أن حركة “اجعلوا أمريكا عظيمة” (ماغا) تواجه أعمقَ أزمة داخلية منذ تأسيسها، مع صدامات حادة بين ترامب وأنصاره التقليديين حول ملفات الهجرة وقضية جيفري إبستين.. الأزمة ليست مُجَـرّد خلاف سياسي، بل تعكس شرخًا عميقًا في استراتيجيات ترامب وخططه للعودة إلى البيت الأبيض في 2026.

موقف ترامب المؤيد لاستقبال الطلاب الصينيين الموهوبين أثار موجة غضب داخل الحركة، التي ترى في “أمريكا أولًا” ركيزة أَسَاسية لسياساته.. هذا الخلاف كشف عن تصدع واضح في قاعدة مؤيديه التقليديين، الذين بدأوا يشككون في قدرة ترامب على الالتزام بالمبادئ التي أسست الحركة، ما يزيد من صعوبة حشد الدعم الانتخابي مستقبلًا.

وتعد ملفات إبستين اختبارًا للولاء والشرعية؛ إذ تستمر قضية جيفري إبستين في تهديد صورة ترامب، خَاصَّة بعد انسحاب المدعية العامة عن وعدها بنشر الوثائق المتعلقة بالقضية.. هذا الموقف أشعل غضب الشخصيات البارزة في ماغا، مثل مارجوري تايلور غرين، وأدى إلى مواجهة مباشرة مع ترامب، الذي بدا وكأنه يتصرف بسلطوية استبدادية، يرفض الإفصاح ويصادر المعارضة داخل حركته.

وتتزامن هذه الأزمة الداخلية مع مواقف ترامب المثيرة للجدل على الصعيد الدولي، بما في ذلك دعمه الصريح لحرب الإبادة في غزة؛ ما يعكس تصرفاته كزعيم مستبد يفرض قراراته أحادية الجانب، غير مكترث بالانتقادات الدولية أَو المعارضة الداخلية.. هذه السياسة الخارجية، التي تُظهر انغماسه في النزاعات بعيدًا عن القضايا الداخلية، تزيد من إحساس قاعدته بالخِذلان، ما يضعف قدرته على حشد الدعم الشعبي قبيل الانتخابات المقبلة.

الأزمة في ماغا تكشف الوجه الآخر لترامب كزعيم يحاول فرض إرادته بالقوة، ويستهين بانتقادات أنصاره، ويستخدم خطابًا سلطويًّا لتثبيت هيمنته.. هذا السلوك يضعه أمام معضلة مزدوجة: الحفاظ على صورته كزعيم قوي داخليًّا، وفي الوقت نفسه مواجهة فقدان الدعم من مؤيديه الأوفياء؛ بسَببِ مواقفه المثيرة للجدل.

تخلص التحليلات إلى أن ترامب يواجه احتمال التحول إلى “بطة عرجاء” بحلول انتخابات 2026 إذَا استمر تمرد ماغا، مع تصاعد الصراعات الإيديولوجية والمواقف المعارضة من سياساته الخارجية والداخلية.. ومع ذلك، يبقى ترامب قادرًا على اللعب