ترامب في الرياض وشرعيتنا خارج التغطية
يحط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحاله في الخليج وتحديدًا في الرياض في زيارة وُصفت بأنها مفصلية يصحبها ملفات سياسية واقتصادية وعسكرية ستُناقش مع قادة المنطقة وعلى رأسهم قادة السعودية وقطر.كما حضرها قادة من لبنان، سوريا، فلسطين، وجرت مناقشة ملفاتهم بتفصيل، قُدِّم الممكن منها للحلول، ووُضع المعقَّد تحت المراجعة. لكن الملف اليمني كعادته غائب عن الطاولة مغيب عن المشهد ولا وجود للشرعية فيه لا حضور ولا حتى مجاملة
لا أحد كلف نفسه حتى بإرسال دعوة رمزية ولا يبدو أن أحدًا في الشرعية تجرأ وسأل لماذا لسنا ضمن هذه الترتيبات أو ما الذي يمكننا أن نقدمه أو نناقشه ببساطة لأن لا أحد في الخارج يعوّل على الداخل اليمني ولا أحد يثق بمن يمثلونه
العلاقة السعودية الأمريكية متجذرة وممتدة لأكثر من ثمانين عامًا تتطور اليوم لتشمل الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية والتعاون الأمني بينما نحن في جنوب الجزيرة نراوح في مربع الصراعات القديمة ونجتر أزماتنا كما لو كانت مصدر فخر لا استراتيجية لا رؤية لا مشروع لا حتى نية للجلوس إلى طاولة التفكير
وجودنا الخارجي بات يُختصر في بعض الصور البروتوكولية أو حضور باهت لورش عمل وندوات لا يسمع بها أحد ولا تترك أي أثر في السياسات الدولية أما العلاقات الدبلوماسية فحدث ولا حرج فحتى موظف صغير في الخارجية الأمريكية لا يعرف أسماء من يصفون أنفسهم بالسياسيين في اليمن ناهيك عن أن يكون لهم تأثير أو قيمة
أما من يصلون إلى الحكم عندنا فهم أقرب إلى موظفين إداريين يتبعون التعليمات وينفذون الأوامر كل المكونات التي تتصارع على السلطة في الداخل لا يعرفها الشارع السياسي في واشنطن أو في بروكسل وإن سُمعت أسماؤها فهي لا تتعدى الهامش
ترامب لا يعرف من نحن ولا يحمل معنا أي مشروع أو خطة أو حتى فكرة بسيطة لا بيع ولا شراء لا عرض ولا شراكة نحن قوم عالقون في رمال الأوهام نكذب على الناس ونكذب على أنفسنا نضخم خلافاتنا
ارسال الخبر الى: