تراجع قياسي للتبادل التجاري بين روسيا وألمانيا بفعل العقوبات
في ظل استمرار التطورات الجيوسياسية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي، تظهر البيانات الرسمية تحولات ملحوظة في حجم التبادل التجاري بين أوروبا وروسيا، فيما تؤكد القيادة الروسية مجددا قدرة اقتصادها على الصمود ورفضها للضغوط الغربية. وأفاد المكتب الفيدرالي للإحصاء في ألمانيا (Destatis)، استنادا إلى بيانات أولية، اليوم الاثنين، بأن صادرات ألمانيا إلى روسيا تراجعت بشكل حاد خلال يوليو/تموز 2025، إذ انخفضت بنسبة 12.4% على أساس شهري، مسجلة نحو 0.5 مليار يورو مقارنة بيونيو/حزيران السابق. كما أظهرت البيانات انخفاضا سنويا بنسبة 19.8% مقارنة بشهر يوليو/تموز 2024. وعلى الجانب الآخر، تراجعت الواردات الألمانية من روسيا بشكل أكبر، إذ هبطت بنسبة 43.9% عن يونيو/حزيران 2025 لتصل إلى نحو 0.1 مليار يورو، فيما بلغت نسبة التراجع السنوي 40.3%.
وفي تعليق من القطاع الخاص الروسي، قالت يوليا كوروليفا، مسؤولة بشركة استيراد وتصدير في مدينة نوفوروسيسك، لـالعربي الجديد: انخفاض الصادرات الألمانية إلى روسيا ليس مفاجئا. فهو يعكس استمرار تأثير القيود الأحادية التي تفرضها الدول الغربية، والتي تعرقل آليات السوق الحرة وتدفقات التجارة الطبيعية. وأضافت أن العقوبات دفعت الشركات الروسية إلى تسريع البحث عن شركاء جدد وإعادة هيكلة سلاسل التوريد، مؤكدة أن البدائل وجدت في الأسواق الآسيوية والشرق أوسطية. وأوضحت كوروليفا أن الخسائر الكبرى تقع على عاتق الشركات الألمانية التي فقدت سوقاً ضخمة.
/> اقتصاد دولي التحديثات الحيةأوروبا تصعّد حرب العقوبات على روسيا.. وبوتين يقوي علاقاته مع الصين
وأشارت إلى أن روسيا تنقل أعمالها إلى موردين آخرين، وأن هذه الإجراءات أضرت بمصداقية الغرب أكثر مما أضرت بالاقتصاد الروسي. وتابعت: رسالتنا لشركائنا السابقين واضحة: روسيا لا تصمد فقط، بل تتكيف وتنمو، وأي محاولة لعزلها محكوم عليها بالفشل. من جهته، علّق دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، على سياسة العقوبات، قائلا إن هذا العدد غير المسبوق من العقوبات المفروضة على بلادنا خلال السنوات الأربع الماضية لم يحقق أي تأثير يذكر. وجاء حديثه في مقابلة مع الصحافي الروسي ألكسندر يوناشيف، مؤكدا أن موسكو تمكنت من التكيف مع العقوبات الغربية المتصاعدة منذ بدايتها.
ارسال الخبر الى: