تراجع تاريخي لمعدل البطالة في السعودية لهذه الأسباب
١٠٧ مشاهدات
في تطور تاريخي سجل معدل البطالة في السعودية أدنى مستوى له على الإطلاق حيث استقر عند 7 6 خلال الربع الأول من عام 2024 وفقا لأحدث بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية ما سلط الضوء على جهود المملكة المتواصلة في تنفيذ برامج التوطين وتعزيز فرص العمل للشباب السعودي فمنذ إطلاق رؤية 2030 في عام 2016 شهدت البلاد تحولا كبيرا في سياسات التوظيف مع التركيز على زيادة مشاركة المواطنين في سوق العمل وخصوصا في القطاع الخاص حسبما قال خبراء عرب لـالعربي الجديد ويعود نجاح برامج التوطين إلى عدة عوامل رئيسية منها تركيز تلك البرامج على توفير وظائف عالية الجودة للسعوديين بما في ذلك المناصب الإدارية والمهنية والتخصصية مع إيلاء عناية خاصة بالتدريب والتأهيل المستمر للشباب السعودي بحسب إفادة الخبراء وتشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية في يناير كانون الثاني الماضي إلى أن عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص ارتفع بنسبة 15 عام 2023 ما يؤكد فعالية برامج التوطين في تحقيق أهدافها وفي هذا السياق يشير الخبير الاقتصادي محمد الناير في تصريحات لـالعربي الجديد إلى أن برنامج توطين الوظائف في السعودية يشهد تطورا ملحوظا منذ ما يقارب عقد من الزمان محققا العديد من الأهداف الاستراتيجية لافتا إلى أن البرنامج بالأساس يهدف إلى زيادة معدل توظيف الشباب السعودي في القطاع الخاص ما يؤدي إلى انخفاض نسبة البطالة ورغم النجاحات المحققة يؤكد الناير وجود تحديات تواجه برنامج توطين الوظائف بالسعودية فالعديد من المؤسسات قد تواجه صعوبات في مواصلة عملها بعد تطبيق البرنامج مشددا على أهمية التدرج في عملية الإحلال لضمان استمرارية الأعمال وتحقيق الأهداف المرجوة ويشدد الناير أيضا على ضرورة تطوير جودة التعليم لتأهيل الشباب السعودي بشكل مناسب لسوق العمل والمواءمة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل مشيرا إلى الانتشار الواسع للجامعات في المملكة وقدرتها على تغذية سوق العمل بالكفاءات المطلوبة ويشير الناير إلى أهمية التدريب والتأهيل المستمر للشباب السعودي مؤكدا ضرورة قبولهم لمختلف المهن والرواتب المعروضة في سوق العمل ما قد يتطلب تقبل رواتب قد تكون أقل من طموحات بعضهم لكنه ضروري لتحقيق التوازن بين مصالح العاملين وأصحاب العمل حسب تقديره ويؤكد أهمية التزام الضوابط واللوائح المتعلقة بساعات العمل ومستوى الإنجاز مشيرا إلى أن هذا الالتزام يساهم في تحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية وفي ما يتعلق بالوظائف النادرة يقترح الناير الاستعانة بالخبرات الأجنبية في المرحلة الأولى مع ضرورة إشراك الشباب السعودي في هذه الوظائف لاكتساب الخبرات والمهارات اللازمة تمهيدا لإحلالهم محل العمالة الوافدة في المستقبل ويخلص إلى الإجراءات سالفة الذكر تساعد في تأهيل الشباب السعودي للقيام بواجباتهم تجاه وطنهم في القطاعين العام والخاص ما يؤدي إلى تقليل معدل البطالة وتحسين مستوى الدخول وهو ما ينعكس إيجابا على المجتمع والأسرة والاقتصاد ككل من جهته يشير الخبير الاقتصادي علي سعيد العامري في تصريحات لـالعربي الجديد إلى أن زيادة فرص العمل المتاحة للشباب السعودي وبرامج التوطين تهدف إلى زيادة نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص ما يخلق المزيد من فرص العمل للشباب السعودي ويقلل من الاعتماد على العمالة الوافدة ويوضح أن برامج التوطين تركز على توفير وظائف عالية الجودة للسعوديين بما في ذلك الوظائف الإدارية والمهنية والتخصصية وتوفر فرصا للتدريب والتطوير للشباب السعودي ما يساعدهم على اكتساب المهارات والخبرات اللازمة للنجاح في سوق العمل ويضيف العامري أن عوامل أخرى لعبت دورا في تراجع نسبة البطالة في السعودية منها نمو القطاع الخاص الذي شهد نموا كبيرا في السنوات الأخيرة ما أدى إلى خلق المزيد من فرص العمل كذلك استثمرت الحكومة السعودية بكثافة في مشاريع البنية التحتية والتنمية ما أدى إلى خلق فرص عمل جديدة بحسب العامري مشيرا إلى أن قطاع التعليم والتدريب لعب دورا مهما في عملية توطين الوظائف حيث ركزت الحكومة السعودية على تحسين نظام التعليم والتدريب ما أدى إلى تخرج المزيد من السعوديين المؤهلين لسوق العمل أما بالنسبة إلى مؤشرات استمرار تراجع البطالة فيلفت العامري إلى أن المؤشرات تشير إلى استمرار تراجع البطالة في السعودية ومنها ارتفاع معدلات التوظيف بين السعوديين وخصوصا بين الشباب وهي معدلات مرشحة للاستمرار وبناء على هذه المؤشرات يرجح العامري التوقعات باستمرار تراجع البطالة في السعودية خصوصا مع تواصل جهود حكومة المملكة في توطين الوظائف ودعم القطاع الخاص وتعزيز التعليم والتدريب