تراجع الثروة الحيوانية يرفع أسعار اللحوم في اليمن

٣٤ مشاهدة
بحسرة شديدة يتحدث المواطن اليمني مهيوب الصمدي عن عدم قدرته على شراء كيلو لحم لأسرته منذ ثلاثة أعوام في ظل الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء الأبقار والأغنام يقول الصمدي لـالعربي الجديد منذ أكثر من ثلاثة أعوام وأنا أحلم أن أشتري كيلوغرام لحم لأسرتي المكونة من سبعة أفراد إذ بات شراء اللحم حلما يراودنا ولا نستطيع تحقيقه يضيف الصمدي حتى في الأعياد صرت عاجزا عن توفير كيلو اللحم لأسرتي في ظل الارتفاع الكبير للأسعار وكما تعرف فالحرب جعلتنا عاطلين عن العمل ونعاني وضعا اقتصاديا مترديا إذ بتنا نعتمد على ما يصرف لنا من منظمات الإغاثة أم مهند ربة بيت في تعز ذهبت إلى بائع اللحوم ولا تملك إلا 2500 ريال لكن الجزار رفض أن يبيعها اللحم طالبا منها 12 ألف ريال قيمة كيلو واحد من لحوم الأبقار تقول أم مهند لـالعربي الجديد حتى جمعيات ومنظمات الإغاثة التي توزع اللحوم في عيدي الفطر والأضحى يحرموننا اللحوم تحت مبرر أن عاقل الحارة لم يرفع لها معلوماتنا وبياناتنا ولا نعرف لمن نشكو وبات شراء اللحوم حلما يراود الأسر اليمنية في ظل ارتفاع أسعارها نتيجة الوضع الاقتصادي الذي يعيشه اليمن بسبب الحرب المندلعة منذ العام 2015 وما نتج عنها من ارتفاع مهول في الأسعار وانقطاع الرواتب وتدني القيمة الشرائية للريال اليمني إذ بات الدولار يساوي 1910 في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا و535 في مناطق سيطرة حكومة الحوثيين وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء الأبقار والأغنام بحدة تفوق القدرة الشرائية للأسر اليمنية حيث يتراوح سعر الكيلو من لحوم الأبقار في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية من 12 ألف ريال إلى 15 ألفا للحم العجول ومن 14 ألف ريال إلى 16 ألفا للكيلو الواحد من لحوم الرضيع صغار الأبقار وما بين 14 ألف ريال إلى 17 ألفا للكيلو الواحد من لحوم الأغنام وفي مناطق سيطرة الحوثيين حيث سعر صرف الريال أقل منه في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية يتراوح سعر الكيلو الواحد من لحوم عجول الأبقار من أربعة آلاف ريال إلى ستة آلاف والكيلو الواحد من لحوم الرضيع ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف ريال فيما سعر الكيلو الواحد من لحوم الأغنام ما بين ثمانية آلاف وتسعة آلاف ريال ويشتكي المواطنون في مناطق سيطرة الشرعية والحوثيين من تلاعب بائعي اللحوم بالأسعار في ظل غياب الرقابة من الجهات الحكومية حيث يعمد بائعو اللحوم إلى رفع الأسعار لا سيما في المواسم ويشتكي بائعو اللحوم بالمقابل من ارتفاع أسعار المواشي التي يتم استيراد معظمها من إثيوبيا والصومال وجيبوتي نتيجة ارتفاع أسعار الصرف وتكاليف النقل في ظل شح ثروة البلاد الحيوانية بائع اللحوم سرحان عبده قال لـالعربي الجديد إن ارتفاع أسعار اللحوم في السوق هو نتيجة ارتفاع أسعارها في المرباع مكان بيع المواشي حيث يصل سعر الثور الواحد إلى مليوني ريال وهذا يفرض رفع السعر للمستهلك حيث باتت أرباحنا قليلة جدا مقارنة بما كنا نجنيه قبل الحرب ويضيف سرحان أن الإقبال على شراء اللحوم انخفض بشكل كبير جدا وبات محصورا بفئة قليلة من المواطنين تتمثل بالتجار أو المتربحين من الحرب بينما المواطنون من ذوي الدخل المحدود باتوا عاجزين عن شراء اللحوم فالجندي مثلا راتبه 60 ألف ريال بما يعادل ما بين أربعة وخمسة كيلوغرامات فقط من اللحوم وهناك العديد من العوامل التي ساهمت بتراجع أعداد الثروة الحيوانية في اليمن وعجزها عن تغطية السوق اليمنية ما جعل التجار يستوردون المواشي من الخارج خاصة من دول القرن الأفريقي المهندس الزراعي علي الشرماني قال لـالعربي الجديد إن هناك انخفاضا كبيرا بعدد الماشية في اليمن نتيجة الحرب وعمليات النزوح إذ إن نزوح المزارعين جعلهم يضطرون لبيع المواشي وترك مهنتهم والانتقال إلى أماكن وأعمال أخرى وأشار الشرماني إلى تراجع الإنتاج الحيواني في اليمن بفعل الحرب وقلة المعروض من المواشي في الأسواق ما تسبب بارتفاع أسعار اللحوم حيث وصلت نسبة الارتفاع في أسعار اللحوم هذا العام إلى ما بين 30 و40 مقارنة مع العام الماضي فمثلا ارتفع سعر الرأس الواحد من الأغنام من 250 ألف ريال في العام الماضي إلى 400 ألف وأكثر هذا العام ولفت الشرماني إلى أن الانقسام الاقتصادي في البلاد والضرائب والجمارك المزدوجة وارتفاع تكاليف النقل وارتفاع أسعار الأعلاف وأسعار الأدوية البيطرية وشح المرعى ونزوح المزارعين هي عوامل ساهمت بضعف أسواق المواشي ويشير تقرير إدارة الإحصاء والأرصاد الزراعي للعام 2018 إلى تراجع حجم الثروة الحيوانية في اليمن بين عامي 2014 و2018 حيث قدر عدد الثروة الحيوانية في البلد عام 2014 بنحو 21 مليونا و296 ألف رأس ليصل العدد لنحو 19 مليونا و392 ألف رأس ثمانية ملايين و813 ألفا منها من الأغنام في حين بلغ عدد الماعز ثمانية ملايين و644 ألفا والأبقار مليونا و503 آلاف والإبل 431 ألف رأس وتراجع الإنتاج الحيواني في اليمن بين عامي 2014 و2018 من 215 ألفا و126 طنا من اللحوم إلى 180 ألفا و918 طنا وفق إحصاء عام 2018 ويعمل في مجال الثروة الحيوانية نحو 25 من القوى العاملة في الأرياف اليمنية في حين يستوعب القطاع الزراعي الشريحة الأكبر من الأيادي العاملة وفق بيانات حكومية رسمية كما توفر الثروة الحيوانية الدخل الرئيسي لأكثر من 3 2 ملايين شخص في جميع أنحاء اليمن بحسب منظمة الفاو

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح