ما تداعيات التصعيد بين طهران وتل أبيب على اقتصاد إسرائيل والأسواق

٢٣ مشاهدة
ربما تتضاعف الكلفة الباهظة على اقتصاد إسرائيلي من العدوان الذي يواصله كيان الاحتلال بلا هوادة على غزة بعد أن جرت تل أبيب إيران إلى الحرب عقب ضربها للسفارة الإيرانية في سورية وردت إيران مساء السبت قبل أن تعلن طهران عن التصدي لمسيرات أطلقت من داخل أراضيها اليوم الجمعة على صعيد الاقتصاد الداخلي يزداد عدم الثقة في إسرائيل كوجهة استثمارية خاصة وأن الاقتصاد الإسرائيلي يدخل العام 2024 بعجز كبير في الموازنة يزيد عن 6 من الناتج المحلي الإجمالي بسبب الزيادة المتوقعة في الإنفاق العسكري والإجراءات المرتبطة بحرب غزة وهو يعيش وضعا من الهشاشة على صعيد الاستثمارات الخارجية التي تواصل الهروب وارتفاع نسبة الدين الخارجي وزيادة كلفة خدمته بسبب تخفيض التصنيف السيادي للأصول الإسرائيلية ويعتقد مسؤولون في مكتب المحاسب العام في تل أبيب المسؤول عن إدارة الديون أن ديون إسرائيل بلغت أكثر من 300 مليار دولار حسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ في 11 فبراير شباط الماضي وفي حين أن الهجوم الإيراني المباشر باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل في 13 إبريل نيسان لم يتسبب في أضرار جسيمة للمواقع العسكرية أو خسائر في صفوف المدنيين حسب التصريحات الرسمية الإسرائيلية ولكنه غير من ديناميكية المواجهة بين طهران وتل أبيب وزاد من فرصة نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط وفي أعقاب الهجوم تصر الحكومة الإسرائيلية على الرد والانتقام رغم معارضة الولايات المتحدة لذلك حتى الآن وهذا الانتقام حتى لو كان تم إرساله مع تحذير ومعايرة يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد وهو تصعيد ربما يكون عرضة لسوء التقدير والاستجابة غير المتناسبة من كلا الجانبين خاصة بعدما أعلنت إيران اليوم الجمعة عن تصديها لمسيرات أطلقت من داخل أراضيها ومن غير المستبعد أن ينتهي الرد إلى خروج إسرائيل من حرب واحدة لمحاربة تهديد إقليمي ووجودي محتمل أو تخوض فيه ثلاث حروب في وقت واحد وبالتالي فإن الضربة الإيرانية وما تلاها من تهديد إسرائيلي بالرد أضافت بعدا جديدا للحرب ضد غزة ورفعت من التوتر والمخاطر الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة التي تعد خزان الطاقة ومفتاح الصناعة في العالم وفي هذا الصدد يقول مصرف غولدمان ساكس الاستثماري الأميركي في تعليق على تأثير الضربة الإيرانية نقلته وكالة يورو نيوز إنه في حين أن التأثير المباشر للهجمات الإيرانية على أسواق السلع الأساسية كان ضعيفا نسبيا فإن التوترات الجيوسياسية المستمرة والاستجابات السياسية ستستمر في التأثير على معنويات المستثمرين ودفع تقلبات السوق في الأيام المقبلة وهذا الاضطراب بدوره ستكون له تداعيات على الاقتصادات الغربية والأميركية الداعمة لإسرائيل ويرى محللون أن التوتر سيزيد من عدم الثقة الاستثمارية في إسرائيل وتصبح تلقائيا وجهة غير آمنة للمستثمرين وحتى على الصعيد الداخلي فإن الزحام في المطارات الإسرائيلية لسكان الكيان الهاربين من مخاطر التوتر الذي نشرته مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع يشير بوضوح إلى أن إسرائيل لم تعد مكانا آمنا للاستثمار من قبل الشركات العالمية ورجال الأعمال الغربيين وفق مراقبين ومعروف أن الاستقرار السياسي يعد أهم ركائز جذب رأس المال وعلى الصعيد الاقتصادي قد يكون التوتر الإيراني الإسرائيلي مكلفا لتل أبيب حتى وإن لم ترد إسرائيل حيث إن اقتصاد إسرائيل لا يزال يعاني من كلفة الحرب على غزة التي كلفته أكثر من 60 مليار دولار دون حساب النفقات الاجتماعية وكان بنك إسرائيل المركزي ذكر في نوفمبر تشرين الثاني أن الحرب على غزة ستكلف الكيان ما يقرب من 53 مليار دولار حتى العام 2025 وذلك بحساب أن الحرب ستكون قاصرة على قطاع غزة واستند هذا التقدير إلى توقعات بزيادة النفقات الدفاعية وغيرها من النفقات إلى جانب انخفاض عائدات الضرائب ولكن يبدو أن هذه الحسابات متواضعة جدا ومحسوبة على أساس أن الحرب ستقتصر على قطاع غزة لن تتوسع ومنذ أكتوبر تشرين الأول الماضي دعمت الحكومة الإسرائيلية رواتب ما يقرب من 360 ألف جندي احتياطي منتشرين في غزة وكثيرون منهم موظفون في مجال التكنولوجيا الفائقة والتمويل والذكاء الاصطناعي والأدوية والزراعة كما يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من ارتفاع التضخم ونقص العمالة في قطاعات الزراعة والبناء وفقا تقارير عبرية وحسب أرقام رسمية صادرة في تل أبيب جاءت قراءة مؤشر أسعار المستهلك لشهر مارس آذار الماضي أعلى من المتوقع وربما يحول ذلك دون خفض الفائدة في اجتماع بنك إسرائيل المركزي في اجتماعه الشهر المقبل وهو خفض كانت تنتظره الشركات والقطاعات الاقتصادية التي تعاني لخفض كلف التمويل كما تعاني سوق المال الإسرائيلية من هروب المستثمرين وشح في السيولة النقدية في هذا الصدد قال رئيس استراتيجية الأسواق في بنك ليئومي العبري كوبي ليفي إن أحداث نهاية الأسبوع تزيد بشكل كبير من التوترات في الشرق الأوسط وتشير إلى أن الصراع اتسع ولا يتوقع أن ينتهي قريبا ويتوقع الخبير المالي في تعليقات بتل أبيب نقلتها صحيفة غلوبس أمس الخميس أن تستمر حالة عدم اليقين والتقلبات في الأسواق المالية وليس فقط في إسرائيل بسبب حساسية أسعار النفط للتوترات واحتمال التصعيد الأمني في الشرق الأوسط على صعيد الأسواق العالمية تمكنت الأسواق العالمية من امتصاص الضربة الإيرانية لثلاثة أسباب رئيسية وهي أنه تم حسابها وتسعيرها مبكرا في تعاملات يوم الجمعة الماضي حيث ارتفعت أسعار النفط فوق 90 دولارا في نهاية تعاملات الجمعة كما أن رأس المال الصهيوني النشط في الأسواق العالمية خاصة في وول ستريت خفف من آثار المضاربة على السلع الأساسية مثل النفط والمعادن الرئيسية للصناعة ولكن لا تزال التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط مستمرة بلا هوادة مما يشكل مخاطر محتملة على أسواق الطاقة والاقتصادات الغربية المتحالفة مع إسرائيل خاصة دول أوروبا والهند وأميركا يذكر أن إدارة الرئيس جو بايدن تدخل عام الانتخابات متكئة على نجاحات الاقتصاد في خفض معدل التضخم وبالتالي فإن الرد المحتمل على الهجوم الإيراني قد يعقد المشهد السياسي والاقتصادي لإعادة انتخاب بايدن إذا ما ترتبت عليه قفزة في أسعار السلع خاصة الوقود أما على صعيد موقف التجارة الإسرائيلية عالميا حذر محافظ بنك إسرائيل أمير يارون في محادثة مع صحيفة كالكاليست العبرية جرت هذا الأسبوع حكومة نتنياهو من تنامي مشاعر الغضب ضد إسرائيل وقال يجب على الحكومة الإسرائيلية اتخاذ قرارات بشأن دمج اليهود المتشددين وإدراك أن هناك ثمنا اقتصاديا للمشاعر المتغيرة باستمرار في العالم تجاه إسرائيل يذكر أن العالم شهد تظاهرات هادرة ضد الحرب على غزة كما تعرضت الشركات الداعمة للحرب ضد غزة لمقاطعة شعبية واسعة وشرسة في الدول الغربية وفي حال مواصلة إسرائيل للحرب ضد غزة والرد على إيران فإن ذلك سيقود إلى ارتفاع التضخم في الدول الرأسمالية وربما يرفع أسعار النفط فوق 100 دولار وبالتالي فإن التوتر ربما يصب في صالح الصين وضد أميركا وحلفائها بسبب ارتفاع التضخم ومعروف أن النفط الغاز الطبيعي يدخلان في معظم الصناعة وسلاسل الإنتاج وبالنسبة لارتدادات التوتر على مؤشرات الاقتصاد الإسرائيلي وعلاقات إسرائيل التجارية بالخارج وارتفاع معدل التضخم والضرائب التي تنتظر سكان الكيان المحتل لتغطية كلف الحرب يرى أمير يارون في حديث لصحيفة كالكاليست العبرية يوم الأربعاء أن الاقتصاد الإسرائيلي يعتمد كثيرا على الصادرات والواردات ولذلك يقول إن انفتاح الاقتصاد والعلاقات مع بقية العالم مهم جدا لإسرائيل ويضيف أن هناك شيئا يصعب قياسه وتحديده وهو رأس المال غير الملموس الذي يمكن أن تخسره إسرائيل بسبب استمرار التوتر في الشرق الأوسط وتأثيره على الاقتصادات الغربية وأسواق المال العالمية كما ينصح الحكومة الإسرائيلية بضرورة الاستماع للرأي الأميركي وبرزت نتائج التصدير لمسيرات في إيران اليوم بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي الذي خفضت ستاندرد أند بورز تصنيفه نتيجة المخاطر المتصاعدة في الشرق الأوسط خاصة بالنسبة لاقتصاد الكيان المتأثر بقوة نتيجة العدوان المستمر على غزة وأهلها وحتى الآن تتخوف الدول الغربية من تداعيات التوتر على أسعار النفط في وقت تواجه فيه أزمة التضخم وارتفاع سعر الفائدة ولم تشهد الأسواق أي اضطرابات كبيرة حتى بعد هجمات طوفان الأقصى في أكتوبر تشرين الأول ولكن حدث بسبب أن إسرائيل ليست دولة نفطية وكذلك بسبب أوضاع قطاع غزة المحتل ولكن في حالة إيران فالوضع مختلف فإيران ثالث أكبر منتج للنفط داخل أوبك بعد السعودية والعراق ولذا فإن هناك احتمالا أن ترتفع المضاربات على النفط بغرض التخزين بسبب عدم اليقين وارتفاع علاوات المخاطر وأسعار التأمين على السفن ومن المحتمل أيضا أن ترتفع المخاطر الجيوسياسية بين 5 إلى 10 دولارات للبرميل في حال تقييد طهران لحركة مرور الناقلات عبر مضيق هرمز وحدوث تطور مثل هذا سيرفع من الغضب الغربي على إسرائيل ويضرب مستقبل الأحزاب الحاكمة حاليا في العواصم الغربية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح