ما الذي تخفيه إسرائيل وتخطط له في سورية ولبنان

٧٤ مشاهدة
تتجنب إسرائيل الرسمية التعليق على التقارير التي أشارت إلى وقوفها خلف تدمير مصنع للصواريخ الدقيقة تحت الأرض في منطقة مصياف بسورية تزعم الولايات المتحدة وإسرائيل أن إيران شيدته ويبدو أنها لن تفعل ذلك لكن الكثير من المعلقين الإسرائيليين والعسكريين السابقين منهم في قوات النخبة في جيش الاحتلال يتحدثون منذ الخميس عن القدرة على تنفيذ عمليات نوعية ومعقدة من هذا النوع وإن كانوا يعودون للتأكيد بعد كل بضع جمل سواء في المقابلات الإذاعية أو قنوات التلفزة أو حتى في المقالات والتحليلات بأن معلوماتهم تعود لتقارير أجنبية متجنبين الحديث صراحة أن إسرائيل هي التي تقف خلف الضربة التي ذكرت التقارير أنها شملت عملية برية إضافة إلى العملية الجوية في الأراضي السورية سواء اعترفت إسرائيل الرسمية أم لم تعترف بمسؤولياتها عن الضربة وبمعزل عن مدى دقة كل ما جاء في التقارير حولها من الواضح أنها تخدم أهدافها بالأساس في الحد من تصنيع أسلحة تخدم إيران ووكلائها في المنطقة على الأراضي السورية وقد تحد من الإمدادات التي تصل إلى حزب الله اللبناني كما تحمل رسائل إلى إيران بأنها لا تعمل فوق الأرض فقط بل تحتها أيضا كما تواصل استباحة الأراضي السورية والتصويب نحو أهداف إيرانية أو أقله نحو حلفاء ووكلاء إيران في المنطقة تتجاوز التطورات الضربة العينية فهي ليست بمعزل عن ضربات أخرى في الأراضي السورية وكذلك اللبنانية متواصلة منذ بداية الحرب الحالية كما تشير بعض التحركات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل أكثر من أي وقت مضى إلى نوايا إسرائيلية مبيتة لزيادة وتيرة الضربات الموجهة لحزب الله اللبناني وسائر حلفاء ووكلاء إيران في المنطقة وحتى لإيران نفسها من خلال التصعيد في الأراضي السورية حتى باتت بيانات جيش الاحتلال بشأن شن هجمات داخل سورية شبه يومية منها إعلانه اليوم الجمعة أنه استهدف هذا الأسبوع مسلحين في الجنوب السوري كانوا يعملون على تنفيذ عمليات ضد إسرائيل وفق مزاعمه وأيضا إعلانه أمس الخميس عن مهاجمة طائرة تابعة لسلاح الجو مسلح ينتمي إلى وحدة ملف الجولان التي قال إنها فرع منظمة حزب الله في سورية علما أن الهجوم حصل في منطقة القنيطرة ومما يشي بتعزيز تحركات جيش الاحتلال أكثر في سورية وتجاهها بالإضافة الى قصفه اليومي في لبنان إعلانه أمس عن إنشاء قيادة المنطقة الشمالية وحدة جديدة في هضبة الجولان السورية المحتلة والتي تتخصص بشكل خاص في القتال وسط هذه التضاريس وفي توفير الاستجابة الفورية للتهديدات وفق بيان لجيش الاحتلال مشيرا إلى أنها سرية دوريات مكونة من مقاتلين ذوي مهارات عالية وتخصص في تضاريس المنطقة التي يعملون فيها وهي تتبع للواء الجولان 474 حيث بدأ المقاتلون تدريباتهم بدورة تمهيدية استغرقت ثمانية أشهر أعقبها تدريب متقدم وأربعة أشهر من التأهيل الفريد في الوحدة شمل التعمق المهني في مجالات العمل الميداني والتمويه وقص الأثر السرية مصممة لتوفير استجابة فورية لمختلف التهديدات في المنطقة وذلك بجمع المعلومات الاستخبارية وإحباط عمليات العدو وفي منتصف أغسطس آب الماضي عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مواقع عسكرية متروكة في هضبة الجولان السورية المحتلة كما عمل على تعزيز قواته وقدراته في المنطقة في إطار استعداداته لسيناريو شبيه بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي من الأراضي السورية وادعى جيش الاحتلال وجود عناصر من حزب الله في الأراضي السورية المحاذية للجولان السوري المحتل ومنذ بداية الحرب الحالية تتعرض مواقع عسكرية إسرائيلية قريبة من الحدود في المنطقة العازلة لهجمات بوتيرة منخفضة جدا من قبل مليشيات موالية لإيران وفق الادعاء الإسرائيلي تنتشر على مسافة قريبة نسبيا وتنتظر الأوامر لفتح جبهة برية تشغل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في المنطقة أكثر من هذا يرى محللون إسرائيليون أن العملية في سورية تعني نقل إسرائيل ثقل الحرب من قطاع غزة الذي يتعرض إلى حرب إبادة إسرائيلية إلى المنطقة الشمالية ويتوافق هذا الاعتقاد مع ما أعلنه وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قبل أيام نقل الحرب إلى الشمال ورسائل إلى إيران حول مشروعها النووي في مقال تحليلي في صحيفة معاريف أشار الكاتب بن كاسبيت إلى أن عملية مصياف في سورية تحتاج إلى معلومات استخباراتية دقيقة جدا فضلا عن القدرة على التنفيذ وهو ما أشار إليه أيضا عدد من العسكريين الإسرائيليين السابقين الذين تحدثوا لوسائل إعلام عبرية بما بدا أنه ابتهاج كبير بالعملية والقدرات الخارقة التي تتمتع بها قوات النخبة ولفت بن كاسبيت الذي بدا وكأنه يؤكد مسؤولية إسرائيل عن العملية دون ذكر ذلك صراحة إلى مقال كان قد نشره قبل بضعة أسابيع في الصحيفة ذاتها حول الحزام الناري الذي تواصل إيران تشديده حول إسرائيل كما أشار إلى حديث النائب في الكنيست الإسرائيلي رئيس حزب يسرائيل بيتينو إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان عن استيلاء إيران وحزب الله على مصنع سيريس وهو في الواقع رفائيل الخاص بسورية في تشبيهه من قبل الكاتب بمصانع رفائيل أهم مصانع الأسلحة الإسرائيلية ووصف المنشآت البحثية والصناعية العسكرية السورية المستهدفة بأنها تركز المعرفة والقدرة الإنتاجية للأسلحة الكيميائية والصواريخ الدقيقة والمسيرات وغيرها من الوسائل التي تمر من إيران عبر سورية إلى حسن نصر الله هآرتس معظم قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي تدفع نحو تصعيد الهجمات ضد أهداف تابعة لحزب الله وترى أن الوقت موات لذلك من جانبه يرى المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل أن عملية الكوماندوز في سورية تعكس نقل مركز الثقل في الحرب من الجنوب إلى الشمال وذكر أن الضربة المنسوبة لإسرائيل يمكن أن تعتبر رسالة لإيران إن كان بالإمكان ضرب بنى تحت أرضية محصنة في سورية هل يمكن من خلال طرق مشابهة ضرب منشآت نووية إيرانية في تلميح صريح من خلال تساؤله إلى أن إسرائيل قد تفعل ذلك واعتبر في الوقت ذاته أن السبب الرئيسي لتصعيد الهجمات الإسرائيلية في لبنان وسورية يتعلق بالضغط الذي يمارسه الإسرائيليون الذين تركوا منازلهم في الشمال منذ أكثر من 11 شهرا ولا توفر الحكومة إجابات لهم لا حول موعد عودتهم ولا حول العمليات العسكرية التي يمكن أن تشير إلى اهتمام الحكومة بهم وأشار إلى أن معظم قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي تدفع نحو تصعيد الهجمات ضد أهداف تابعة لحزب الله وترى أن الوقت موات إذ إن معظم المناطق جنوبي نهر الليطاني خالية من السكان كما أن حزب الله نقل جزءا من عناصره شمالا بالإضافة إلى حقيقة أن إسرائيل قد استنفدت معظم خطوات التصعيد باغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر وثلاثة من قادة الوحدات المركزية في حزب الله وتدمير مستودعات الصواريخ الكبيرة في الجنوب والهجمات في سورية والبقاع اللبناني وبيروت ما يجعل من الصعب إرسال إشارات حول عتبة أقل من الحرب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق التفوق التكتيكي والشجاعة والكفاءة المهنية لمقاتلي الوحدات الخاصة لا يحل جميع مشاكل إسرائيل الصعبة وفي موقع القناة 12 العبرية كتب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق تمير هايمان اليوم أنه بناء على تقارير أجنبية فإن إسرائيل هي التي نفذت العملية في مصياف في سورية في ظل الحديث عن عمليات كوماندوز معقدة تعكس القدرة على الوصول إلى منشآت تحت الأرض بعيدة عن إسرائيل وتدميرها ويرى هايمان أن إيران ومحورها ينظران إلى المنشآت تحت الأرضية من هذا النوع والتي تبدو وكأنها منيعة أمام الهجمات الجوية على أساس أنها غير قابلة للاختراق حتى لو كان من غير الممكن إخفاؤها عن أعين الاستخبارات الإسرائيلية وأن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تدميرها وأوضح أن الحديث يدور عن منشأة تحت أرضية بحيث أن هجوما جويا قد يصيب مدخلها ولكن من الصعب اختراق المنشأة كلها وضرب أهداف بداخلها لذلك فإن الإيرانيين وحزب الله ينشآن الأماكن المهمة والحساسة من قبيل منشآت تخصيب اليورانيوم ومنشآت تصنيع الأسلحة الدقيقة ومنشآت القيادة والسيطرة في بنى تحت أرضية أخرى من هذا النوع كما أشار إلى أن حزب الله تفاخر في الآونة الأخيرة بمنشآت من هذا النوع من خلال مقطع فيديو قام بإنتاجه ولفت هايمان إلى أن عملية من هذا النوع تحتاج إلى جهوزية واسعة النطاق تتجاوز القوة المقاتلة بما في ذلك عزل منطقة العمليات والقيام بعمليات خداع وتمويه كما تتطلب جهوزية للقيام بعمليات إنقاذ وغيرها وأشار إلى أن القيام بالعملية على بعد 200 كم من الحدود هذه مسافة تتجاوز العمليات القريبة من الحدود وترمز إلى أن إسرائيل لديها القدرة للقيام بأي عملية على أي مسافة تريدها وربما يتوافق الكاتب هنا مع ما أورده هارئيل في هآرتس أن هذه العملية تحمل أيضا رسالة إلى إيران بشأن قدرة إسرائيل على استهداف منشآتها النووية تحت الأرض مضيفا أن من يجب أن يفهم هذه الإشارات قد فهمها مع هذا خلص هايمان للقول من المهم أن نتذكر أن التفوق التكتيكي والشجاعة والكفاءة المهنية لمقاتلي الوحدات الخاصة لا يحل جميع مشاكل إسرائيل الصعبة وهو لا يحل محل رؤية استراتيجية واضحة وخطة سياسية شاملة وتنسيق كامل مع الولايات المتحدة وهذا أيضا أساس يتيح حرية العمل على المستوى السياسي لأن قدرات من هذا النوع توسع إمكانيات العمل من الجيد أن تمتلك إسرائيل أدوات متنوعة في صندوق أدواتها الاستراتيجية لكن هذا ليس بديلا عن العمل السياسي المكمل لها

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح