تحولات الشعب الجمهوري التركي تجاه الأجانب استعداد لانتخابات 2028

٣٨ مشاهدة
تشهد الساحة السياسية التركية تحولات كبيرة عبر تواصل الأحزاب المعارضة والحاكمة مع بعضها البعض مدفوعة بأسباب عديدة منها كتابة الدستور والإعداد للمرحلة المقبلة وتأمين الاستقرار السياسي في السنوات المقبلة ليكون الأبرز تحولات الشعب الجمهوري لا سيما بعد تولي أوزغور أوزال رئاسته وإذ تختلف القراءات للتحولات التي يقودها أوزال فإن الواضح أنه يسعى للتحضير للمرحلة المقبلة ولا سيما الانتخابات المتوقعة في العام 2028 التي ستشهد ابتعاد الرئيس رجب طيب أردوغان عن سدة الحكم وكانت بلديات تابعة للمعارضة التركية ولا سيما لحزب الشعب الجمهوري عملت منذ فوزه في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس آذار الماضي على تبني سياسة تمييز ضد الأجانب وبدأت بإزالة اللوحات العربية التجارية ورفع أسعار عقد القران للأجانب ما أثار موجة استغراب كبيرة وتوقعات بتشدد في الولايات المحكمة من الحزب بحق الأجانب والعرب خصوصا السوريين منهم لكن بعد ذلك بدأت تحولات الشعب الجمهوري عبر زعيمه أوزغور أوزال الذي انتقد إزالة اللوحات ودافع عن اللغة العربية معتبرا أنها لغة القرآن رافضا الإساءة لنحو 6 ملايين مواطن تركي من أصل عربي فضلا عن انتقاده مسألة رفع أجور عقد القران للأجانب وهو ما شكل نقطة تحول إيجابية في مسار التعامل مع الأجانب لا سيما العرب والسوريين وأثار استغراب المتابعين تحولات الشعب الجمهوري وكانت بلدية كيليس التي حكمها الشعب الجمهوري ويبلغ عدد السوريين فيها قرابة نصف سكان الولاية قد بدأت الحملة بإزالة اللافتات العربية وتبعتها ولايات أخرى مثل يالوفا وبورصا وآفيون قره حصار التي باتت تحت حكم الشعب الجمهوري تبع ذلك إعلان بلدية آفيون قره حصار رفع أجور عقد القران للأجانب إلى 10 آلاف ليرة تركية الدولار يساوي نحو 32 2 ليرة تركية رغم أنها محددة للمواطنين الأتراك بـ400 ليرة فقط أي بـ25 ضعفا وكذلك فعلت بلدية أوشاق التي رفعت أجور عقد القران إلى 15 ألف ليرة تركية بعد أن كانت تبلغ 705 ليرات وبعد ردود الأفعال المحلية ضد هذه الممارسات بدأت تصدر تصريحات من أوزال حول الموضوع كانت أكثر اعتدالا وواقعية ولافتة إلى حد كبير خصوصا في ظل فترة من الليونة السياسية في البلاد مع لقاءات تجري بين زعماء الأحزاب أبرزها لقاء جمع أوزال والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل نحو أسبوعين ولقاءات رئيس البرلمان نعمان قورطولموش مع بقية كتل الأحزاب في البرلمان انتقد أوزغور أوزال حملة إزالة اللوحات العربية ورفع أجور عقد القران للأجانب وفي حوار مع قناة خبر تورك في الثامن من مايو أيار الحالي قال أوزال إن سياسة الهجرة ليست من مهام المسؤولين المحليين والتصريحات التي تعزز ردود الفعل ليست تصريحات يجب على المسؤول في حزب الشعب الجمهوري الإدلاء بها إذ لا يتزوج السوريون كل يوم في أفيون وهذه السياسات غير متوافقة مع توجهات الشعب الجمهوري وأضاف نحن نشجع السوريين على العودة إلى بلدهم لكن لا يمكنك إبعاد السوريين بمنعهم من إقامة حفل زواج ويجب أن يكون زملاؤنا متوافقين مع سياسات الحزب كما انتقد إزالة اللوحات العربية قائلا إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم والتعامل معها بهذا الشكل يمكن أن يحدث جرحا يجب النظر إلى ما هو مكتوب على تلك اللوحة فإذا كانت تسهل الخدمة التي يتلقاها بلغته الأم فهذا حق وتابع القانون يقول إن الإشارات باللغة الأجنبية لا يمكن أن تتجاوز 25 في المائة من اللغة التركية يمكن تطبيق هذا على اللغة الإنكليزية أيضا وفي 13 مايو الحالي وفي إشارة إلى تحولات الشعب الجمهوري قال أوزال في تصريح صحافي آخر لقد أبلغنا رؤساء البلديات التابعة لنا أنه عليهم الالتزام بالتعليمات القانونية لجميع اللغات فيما يخص اللوحات التي يمكن وضعها ولا يمكن إزالتها من دون إعطاء الوقت لصاحب العلاقة بعد إنذاره وإن لم يكن كذلك فهو تصرف شعبوي إضافة إلى أن اللغة العربية هي اللغة الأم لـ6 ملايين مواطن يعيشون في ولايات هاتاي وشانلي أورفا وماردين وباتمان وينظر إلى عدم احترام اللغة العربية على أنه عدم احترام تجاه هؤلاء الناس بالإضافة إلى أن اللغة العربية هي الأصلية للقرآن وأضاف يجب على البلديات مكافحة التلوث غير الضروري باللافتات العربية ولكن يجب أن يتم ذلك وفقا للقواعد واللوائح وغير ذلك هو نهج يحول هذا الأمر إلى كراهية للأجانب وهو غير مقبول توقيت التغيير في سياسة الحزب يأتي وفق متابعين ضمن إطار الشكل الجديد للحزب الذي يتقرب من مختلف شرائح الشعب بعد فوز الحزب بالانتخابات المحلية والتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجرى في العام 2028 أو في حال حصلت بشكل مبكر مع استشعار تبدل المزاج العام للناخبين ويدرك الشعب الجمهوري أن الكتلة المحافظة والمتدينة متمسكة بحزب العدالة والتنمية ومع تولي القيادة من قبل أوزال وفريقه خلفا للرئيس السابق كمال كلجدار أوغلو وما أنتجته الانتخابات المحلية من فوز للحزب كلها عوامل دفعت الحزب العلماني الكمالي للتقرب أكثر من الكتلة المحافظة للظفر بأصواتها وشمل ذلك تهدئة الأوضاع السياسية والتركيز على المشاكل الاقتصادية مع تماشي بلديات المعارضة وسياسة الحكومة الاقتصادية بضبط النفقات والتقشف على صعيد القطاع العام أسباب المقاربة الجديدة للشعب الجمهوري وعن تحولات الشعب الجمهوري قال الصحافي إبراهيم آباك في حديث لـالعربي الجديد إن تصريحات أوزال تأتي بعد اجتماعه بأردوغان وزعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي وهي بمثابة إشارات إلى أن المناخ السياسي العدائي الذي طال أمده في تركيا سيتم استبداله باللغة الناعمة والسياسة البناءة والانتقادية ويبدو أننا سنرى ذلك بوضوح أكبر في الأيام المقبلة مضيفا أن كلام أوزال حول أنه لن يكون رؤساء بلدياتنا ممثلين للشعبوية الفظة وأن عدم احترام اللافتات العربية سيكون بمثابة جريمة مؤشر على ذلك وعن مستقبل اللاجئين وخصوصا السوريين عقب هذه التصريحات لفت آباك إلى أن تركيا أصبحت أهم دولة يلجأ إليها المتضررون من الأزمات الإنسانية في العالم واهتمت تركيا بمئات الآلاف والملايين من الأشخاص الذين فروا من الحرب أو جاءوا لاجئين من سورية ودول أخرى لكن الإقامة يجب أن تكون مؤقتة ولدى تركيا سياسة تتمثل في إعادة اللاجئين القادمين من سورية إلى بلادهم في ظل ظروف مواتية وهو ما يسمى العودة الطوعية وتابع مع تحسن المناخ السياسي في تركيا مستقبلا سنسمع تصريحات معتدلة فيما يتعلق بالأجانب واللاجئين ويبدو أنها ستكون فترة أكثر هدوءا من أجواء ما قبل الانتخابات من جهته قال الكاتب والباحث طه عودة أوغلو في حديث لـالعربي الجديد إنه بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها بعض رؤساء البلديات من حزب الشعب الجمهوري بعد الفوز بالانتخابات خصوصا في بلدية يلوا التي تعتبر عاصمة العرب كما يقولون في تركيا لاحظنا أن هناك مقاربة جديدة مختلفة من قبل زعيم الحزب مضيفا أنه يمكن وضع هذه الخطوة في إطار المرحلة الجديدة التي يسلكها أوزال لإظهار اختلافه عن باقي الزعماء السابقين ولفت إلى أن هناك حالة من التهدئة بعد الانتخابات سواء لدى الحزب الحاكم أو الشعب الجمهوري لتهدئة التوتر المشحون داخل تركيا والتفرغ إلى قضايا أكثر أهمية مثل الاقتصاد والدستور بعدما كانت بعض القضايا مسار جدل في السنوات الماضية كموضوع السوريين واليوم اللافتات العربية وكلها لها انعكاسات سلبية فيما يتعلق بالناخبين وعلى السياحة في تركيا وهذا ما فطن إليه الجميع طه عودة أوغلو الجميع يحاول استقطاب أكبر شريحة من الشارع التركي مع عدم المساس بقضايا حساسة للغاية ورأى عودة أوغلو في تحولات الشعب الجمهوري أنها مرحلة جديدة للحزب بعد اللقاءات والمصالحة مع الحزب الحاكم وهناك خطوة لإرضاء الناخب التركي بشكل عام معتبرا أن الجميع يحاول استقطاب أكبر شريحة من الشارع التركي مع عدم المساس بقضايا حساسة للغاية وهذه هي الأهداف التي يسعى إليها كل طرف خصوصا حزب الشعب الجمهوري الذي خرج منتصرا في الانتخابات المحلية الأخيرة ويستعد منذ هذه اللحظة للانتخابات المقبلة التي سوف يكون أردوغان خارجها مضيفا أن الشعب الجمهوري يحاول عدم ارتكاب أي خطأ خلال المرحلة المقبلة حتى يكون متسلحا بكافة الأسلحة على الصعيد الداخلي ليفوز بالانتخابات المقبلة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح