كيف تحول الفكر الصهيوني إلى مشروع إبادة شامل

57 مشاهدة

من يتابع الحروب التي فجرها اللوبي الصهيوني، سواء داخل أراضي الصراع أو خارجها، لا يحتاج إلى تحليل معقّد أو الغوص في الكتب الاستراتيجية؛ فالمشهد واضح وضوح الشمس: قتل ممنهج، واستهداف متعمد للمدنيين، وتجريد الشعوب من مقومات الحياة. الأمر لا يتعلّق بصراع حدودي أو دفاع مشروع عن أرض، بل نحن أمام مشروع إبادة مكتمل الأركان، ينبع من عقيدة ترى في وجود الآخر خطراً لا يُحتمل وجريمة يجب أن تُمحى.

الصهيونية لم تكن يوماً مشروعاً لتحرير اليهود كما يزعم منظّروها، بل كانت منذ ولادتها في أواخر القرن التاسع عشر على يد مؤسسها تيودور هرتزل، فكرة استعمارية ذات طابع ديني عنصري. قامت على مبدأ التفوّق العرقي والديني، وادعت أن شعب الله المختار له الحق المطلق في الأرض والتاريخ والذاكرة. أما من يعترض على هذا الزيف، أو يرفض الرضوخ له، فمصيره الإلغاء أو الإبادة.

ولا بد من التأكيد هنا أن هذا المشروع لم ينطلق من فراغ، بل استند إلى خليط من الأساطير والمعتقدات الزائفة، وتفسيرات متطرفة لنصوص دينية محرّفة، خصوصًا تلك المقتبسة من نصوص التلمود. الصهيونية لم تكن مجرد سردية زائفة، بل قوة فاعلة قامت على تزييف التاريخ ثم ترجمته إلى ممارسات إجرامية على الأرض: تهجير شعوب بأكملها، محو قرى من الوجود، طمس الهويات، ارتكاب المجازر الجماعية، واستيطان أراضي السكان الأصليين.

الصهيونية لم تكن مجرد سردية زائفة، بل قوة فاعلة قامت على تزييف التاريخ ثم ترجمته إلى ممارسات إجرامية على الأرض

ولأنها أيديولوجيا قبل أن تكون سياسة، فإن أثرها لم يقتصر على المواجهة العسكرية. بل هي عقيدة متجذرة تنخر في كل مفاصل الكيان، من التعليم إلى الإعلام، من المناهج إلى الألعاب، من العقل إلى الروح. في مدارسهم يتربى الأطفال على أن العربي عدو بالفطرة. في وسائل إعلامهم يُقدَّم المسلم على أنه متوحش ومصدر للإرهاب يشكل تهديداً وجودياً. وحتى ألعابهم تحولت إلى وسيلة لتغذية العنف في لاوعي أطفالهم، وإعدادهم ليكونوا قتلة في المستقبل.

هكذا يصنعون أجيالاً ترى في القتل والدمار بطولة، وفي دموع الأمهات

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح