تحول إيجابي في التجارة الخليجية الأميركية

٤٥ مشاهدة
يمثل ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة ودول الخليج إلى 180 مليار دولار بحسب إعلان وزارة التجارة الأميركية في تقريرها السنوي زيادة بنسبة 27 مقارنة بالعام السابق ويأتي ذلك بالتوازي مع ارتفاع صادرات السعودية إلى الولايات المتحدة بنسبة 35 خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 مسجلة 17 4 مليار دولار بحسب بيان رسمي للهيئة العامة للإحصاء للمملكة ما سلط الضوء على آفاق استثنائية لتعميق العلاقات التجارية بين دول الخليج ولا سيما السعودية شملت مجال التقنية والذكاء الاصطناعي ووفق إفادة خبيرين لـالعربي الجديد فإن هذا الارتفاع في حجم التبادل التجاري يعكس عودة العلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة إلى طبيعتها بعد فترة من التوتر وفي وقت تشهد المنطقة تحولات اقتصادية كبرى ووفقا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في أكتوبر تشرين الأول 2023 من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 3 6 في عام 2024 فيما أشار تقرير لبنك غولدمان ساكس نشر في ديسمبر كانون الأول 2023 إلى أن السعودية قد تصبح سادس أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030 إذا استمرت في تنفيذ خططها الطموحة للتنويع الاقتصادي طمأنة اقتصادية من الخليج في هذا الإطار يشير الخبير الاقتصادي حسام عايش في تصريحات لـ العربي الجديد إلى أن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين دول الخليج والولايات المتحدة إلى 180 مليار دولار يعكس عودة العلاقات الاقتصادية إلى طبيعتها بعد التوترات التي شهدتها بداية فترة رئاسة جو بايدن للولايات المتحدة موضحا أن هناك تحولات جديدة تدعم تعزيز الروابط الاقتصادية بين الجانبين فرغم أن الروابط الاقتصادية مع الصين ما زالت أكبر بكثير من تلك مع الولايات المتحدة إلا أن التبادل التجاري الأميركي الخليجي وخاصة السعودي الأميركي والإماراتي الأميركي يشهد تصاعدا ملحوظا بحسب عايش موضحا أن هذا التوازن الذي تسعى إليه المجموعة الخليجية خصوصا السعودية والإمارات يعزز من موقعهما بين الولايات المتحدة والصين وتدفع الإشارات والتحذيرات التي تصل إلى فرض عقوبات على شركات اقتصادية وخاصة في الإمارات بسبب علاقاتها مع الصين وروسيا الدول الخليجية إلى طمأنة الولايات المتحدة من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مما يؤدي إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري حسبما يرى عايش ويضيف عايش أن الميزان التجاري بين دول الخليج والولايات المتحدة يسجل فائضا لمصلحة الولايات المتحدة في عام 2023 ما يعني زيادة مستوردات دول الخليج من الولايات المتحدة رغم ارتفاع صادراتها وذلك يؤكد أن دول الخليج تحاول طمأنة الولايات المتحدة سياسيا عبر البوابة الاقتصادية ويلفت عايش إلى أن الرؤى الاقتصادية للدول الخليجية تركز أيضا على الجانب السياحي وخاصة الجانب اللوجستي وقطاع الطيران ما يفسر زيادة شراء التقنيات المتعلقة بالصناعة والسياحة والطيران من الولايات المتحدة وفي المقابل تشمل صادرات دول الخليج إلى الولايات المتحدة النفط بالإضافة إلى الأسمدة والمواد الكيميائية العضوية والمعادن مثل الألومنيوم ما يعزز منظومة التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة حسب عايش ويعني تجاوز حجم التجارة الخارجية الخليجية لقيمة التريليون دولار في عام 2023 بحسب عايش أن حجم التبادل التجاري الأميركي الخليجي ربما يقل عن 18 من إجمالي التبادل الخليجي مع العالم الخارجي مشيرا إلى أن هذا الحجم يتزايد سنة بعد أخرى ما يؤكد التحولات الجديدة في علاقات دول الخليج مع الولايات المتحدة بعد فترة من الجفاء ويشير عايش إلى أن السعودية تستثمر كثيرا في القطاع غير النفطي كجزء من عملية التنويع الاقتصادي معتبرا أن زيادة النشاط التجاري بينها وبين الولايات المتحدة تعبر عن جدية السعودية في هذا التنويع ويخلص عايش إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والدول الخليجية تتسارع بشكل كبير فيما الشراكة الاستراتيجية الخليجية الصينية ما زالت تراوح مكانها منذ عام 2004 ما يفسر الزيادة الإضافية في حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والمجموعة الخليجية عوامل داعمة وفي السياق يشير أستاذ الاقتصاد في جامعة نيس الفرنسية آلان صفا في تصريحات لـ العربي الجديد إلى أن حجم التبادل التجاري بين دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية يشهد ارتفاعا ملحوظا لأسباب بينها دور التضخم العالمي في رفع قيمة التبادل التجاري حيث يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات ما يرفع القيمة الإجمالية للتبادل حتى مع ثبات الكميات كما يلعب النمو الاقتصادي القوي في دول الخليج وانفتاحها على الاقتصاد العالمي دورا مهما في هذا الارتفاع بحسب صفا مشيرا إلى أن السعودية على وجه الخصوص توجهت أخيرا نحو تنويع اقتصادها مع التركيز على قطاع الخدمات بالإضافة إلى تصدير الطاقة وهو التنويع الذي يشمل مجالات مثل السياحة والرياضة والتكنولوجيا ويسهم في زيادة حجم التبادل التجاري كما يبرز التوازن في العلاقات الاقتصادية والسياسية كعامل مهم في هذا السياق بحسب صفا لافتا إلى أن السعودية ودول الخليج تحاول الحفاظ على توازن في علاقاتها مع جميع الدول وخاصة مع الولايات المتحدة والصين وتسعى للحفاظ على نمو هذه العلاقات وإبقاء القنوات مفتوحة مع القوتين الاقتصاديتين العالميتين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح