تحليل الخلافات الأمريكية الإسرائيلية والخلافات الإسرائيلية الإسرائيلية وحالة التوتر
١٠٧ مشاهدات
صدى الساحل - كتب/ مهيب نصر
● الخلافات الأمريكية الإسرائيلية.
إن الانكشاف الاستراتيجي للمنطقة والعالَم لم يحدث من قبل كما حدث في الحرب القائمة اليوم على قطاع غزة. هذا الانكشاف يُدلل على حالة الضرورة التي حاولت الدبلوماسية الأمريكية تجنب حدوثها، ليس بسبب طهرها السياسي؛ إذ لا طهر في سياستها، ولكنها أرادت اجتثاث القضية الفلسطينية بالقوة الناعمة لا بالقوة الخشنة، ولعل السياسي المقاوم في داخل غزة وخارجها أدرك هذا البُعد الاجتثاثي الخطير الذي أُريد له ولقضيته، فما كان منه إلا ذلك الإقدام الشجاع في السابع من أكتوبر، ليفضح المخطط كما نراه اليوم وكما لم نره من قبل، ويعيد قضيته إلى الواجهة، ويحطم قوة الردع الإسرائيلي، ويُناجز عدوه ويُسالبه حقه المغتَصَب بالحديد والنار، وذلك خيارٌ ناجعٌ من الاستسلام التام وانتظار الوهم الدعائي الغربي والعربي المطبع في آن، والمتمثل في حل الدولتين؛ في الوقت الذي يعملون على ذبح الدولة الفلسطينية لصالح الدولة الصهيونية.
هنا نُدرك أن السبب الرئيس في عدم تحرير فلسطين ليست إسرائيل فحسب، بل الأنظمة العربية في مقامٍ واحدٍ مع الكيان الإسرائيلي. ليس في مقدور العقلية الإسرائيلية الاستعلائية تقبُّل تلك الصفعة التي تلقتها في السابع من أكتوبر، وهي القدوة في القدرة والقائدة التي يُعتد بها في منطقة الشرق الأوسط، والمتفق معها على حماية حكام الليكود العربي من شعوبهم، كما ليس في مقدور أميركا وهي الدولة العظمى تقبُّل هذا الخرق الأمني الكبير، وهي التي تُعِدُّ إسرائيل أمنها القومي، ما يترتب على ذلك التوافق على اجتثاث هذه الشوكة الوحيدة المتبقية في أعينهم-المقاومة- الخارجة عن الإطار الدولي الحاكم، الرافضة لأوامره ونواهيه، في استغلالٍ مطلق لهجوم السابع من أكتوبر لتحقيق هذا الاجتثاث للقضية وللإنسان المقاوم. هكذا علَت الأصوات وبدأت الأفعال في استئصال غزة، بيد أن صمود المقاومة ومطاولتها، مع الإبادة الكبيرة المتجاوزة لكل الأعراف والقوانين، خفَّض من اللهجة الأمريكية، وأظهرها بمظهر الراغب في إيقاف الحرب، ولِعب دور الوسيط، بينما تقوم بدعم الكيان الإسرائيلي بشتى أنواع الأسلحة، وتُعلن باستمرار تعصُّبها ووقوفها إلى جانبه، ولكنها انتقلت من
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على